الاثنين، 3 يونيو 2013

لكل هويته والدولة للجميع



                              
                                            لكل هويته والدولة للجميع  
                                      نجوم في سماء الأدب والفن والإبداع  
بقلم : بدرالدين حسن علي  
                 في ذات يوم من الأيام حكى لي صديق نكته قائلا أن أربعة سودانيين إجتمعوا قال الأول وهو شايقي أنه طلب من علي عثمان طه ألا يتصل به ، وقال الثاني وهو دنقلاوي أنه قطع صلته بنافع علي نافع نهائيا ، قال الثالث وهو جعلي أنه متبريء من الرئيس عمر البشير ، أما الرابع وهو بجاوي فقال لهم غاضبا : هل تعرفون أوباما ؟ قالو نعم فقال لهم وطيب ما أصلو  أوباما وأوهاجا وأوشاكا كلهم أولاد خالتي  .
                     النكته تعاملت معها فكاهيا فضحكت ،  ولكني وفي ذات يوم ما  سمعت رئيس دولتنا يقول عن المحامي  المعارض فاروق أبو عيسى " ما عندو
قبيلة "  فعرفت ماذا يقصد هل الجانب الإصطلاحي أم السوسيولوجي ؟ وحمدت الله أني أعرف أبوعيسى قلبا وقالبا ومنذ سنوات طويلة  وأعرف أن أسرته من أميزالأسر في  قبيلة الجعافرة ، ولكنه لم يحدث إطلاقا أن قال " أنا جعفري" .

                            أدرك مسبقا أن هذا الموضوع له حساسية شديدة لدى البعض وقدأوصف  بالتخلف  ، ولكن فرضته الظروف ، ففي جلسة ظريفة بداري المتواضعة تحدثنا فيها حول الكثير من المواضيع الفنية والأدبية ، سألني أحدهم عن المبدعين من " الشوايقة " في مجا ل الأدب والفن  مع نكتة ساخرة ومرة وأليمة " والله يا أبو مهيرة  الشايقية ديل  يا للعسكرية  يا الطورية  !" النكتة إستفزتني وجرحتني   ، وهو لا يدري أني أعرف الكثير جدا من المبدعين في شمال السودان  بل بإمكاني أن ألقي محاضرة عنهم ،  وهذا الأمر شغلني لسنوات طويلة ، والوالد –رحمة الله
عله - ظل حتى وفاته يقول لي " أعرف أهلك وناسك  " وكنت أعرف ماذا يعني !  وكنت أقول له " أهلي السودان " فيضحك  .
 كان يقول لي " شايف شلوخي ديل ؟ فاقول له نعم شايفها ، فيقول لي شلوخي ديل رمزوعز  السودان ، انا ماني شايقي أنا سوداني ،  ظل هذا الأمر يحيرني لدرجة أني لا أنام  ، فالوالد – رحمة الله عليه - كان يحب السودان كثيرا ،  المهم بعد النكته– الساخرة – إكتشفت أن هناك نجوما – بغض النظر عن أصولها القبلية -  تستحق أن تذكر فقررت أن أكتب عنهم محاولا الإجابة عن السؤال ، وقلت لم لا أدفع الأخرين للكتابة عن مبدعيهم لعلنا نصل إلى موسوعة مكتوبةوموثقة و مفيدة للجميع ، وأقول لكم بصراحة شديدة رغم عدم قناعتي بالأمر ولكن إذا ما تخلصنا من " الحساسية المفرطة  " فالأمر " طريف ويستحق  الإهتمام "  .
                      كثير من النا س يتحدثون عن أصولهم ولكن دون تجريح للآخر ، وبحكم الغريزة والعاطفة الإنسانية يميل الإنسان إلى والدته ووالده وأخواته وأخوانه وربما جيرانه وأبناء " حلته " والبعض من قبيلته ، وهذاالنوع الأخير  لا أظنه متخلفا ، إنما هي غريزة إنسانية كما قلت   ومهما يكن الأمر فعبارة " أعرف نفسك وناسك  " تدخل في سياق الموضوع ، لأنك لو عرفت "نفسك وناسك  " لساعدك ذلك على تحمل الغربة وصعوباتها ، وفي حياتي الممتد ة  لعقود قابلت الكثيرين الذين يتحدثون عن أصولهم وإذا أحس أن بك حساسية عبر عن ذلك بطرق أخرى ، وكثير من الناس يبدون تعصبا إما علنا أو سرا ، وأنا شخصيا لي أصدقاء من كل  أقاليم وقرى ومدن السودان ، ولا أفرق إطلاقا بين هذا وذاك وإنما " أشغل مخي " ، المهم التكاتف والوعي .
                   وكثيرا ما كنت أشجع قيام الجمعيات والروابط والكيانات السودانية في المهجر ، وخذوا كمثال منظمة البجا والجمعية النوبية للتنمية ، لا نستطيع أن نصفها بأنها هلامية ولا فائدة منها ، او أنها عنصرية ،  فهي تقدم خدمات لذويهم في الداخل تعبر عن ذلك التكافل السوداني الرائع ، والحديث يطول في هذا الشأن ، وخير مثال في ذلك ما حدث في فيضانات 1985 .

                 عموما    لقد أنجبت منطقة شمال السودان وتحديدا " الشايقيّة "   ودعونا نستخدم تعبير " منحنى النيل " حتى لا نقع في براثن " العنصرية "  الكثير من  رموز الفن والشعر والأدب في السودان :   في مجال شعر المديح حسب مطالعاتي وقراءاتي لدراسات المتخصصين خاصة كتابات فاطمة أحمد علي  : الشيوخ ود حليب وحاج الماحي وود شبو وود حسين وود سعيد والنقشابى وود الهريف وأبو شريعة   أما الشعراء فهم كُثر نذكر منهم :"الحقانية "  مهيرة بت عبود   حسونة وعبد الله الشيخ البشير، مصطفي عوض الله بشارة وحسن الدابى ،محمد عبد العزيز ، محمد جيب الله كدكي ،عبد الله محمد خير ، نور الهدى  كُنّة  ، محجوب شريف ، إسماعيل حسن ، سيد أحمد الحردلو ، الحسين الحسن،  هاشم صديق ، قاسم الحاج، السّر عثمان الطيب ، محمد سعيد دفع الله ، محمد الحسن سالم (حميد)  ،قاسم الحاج ،  تاج السر عباس ، الدكتور محمد بادي العكودابي (ودبادي) ، أزهري محمد على  ، إبراهيم أبو نعوف ، أحمد النضيف ، خضر محمود، محمد عثمان عبد الرحيم  صاحب  (أنا سوداني)  ،عبد الرحمن الريح ،  عمر الحسين(شدولك رِكِبْ فوق مُهرَك الجمّاح) ،  مدني النخلى ، محمد أحمد سوركتي، حاتم  حسن الدّابى ، سيد أحمد عبد الحميد ، محمد المهدى حامد ،عبد الله كنة،  خالد عباس شقوري ، الفاتح إبراهيم بشير ، خالد الباشا ، إيمان أبن عوف،  وغيرهم الكثير ، ولم أقرأ لأي واحد من هؤلاء أنه قال " أنا فلان الفلاني وقبيلتي كذا وكذا " .
                         وفى مجال غناء الحقيبة الفنان محمد أحمد   سرور ،الفنان عبد الحميد يوسف،   وفي الغناء الوطني العملاق حسن خليفة العطبراوي ، وفي مجال غناء الحماسة محمد الحسن  قيقم ، علي إبراهيم اللّحو ، محجوب  كبوشيّة، وفي مجال  الغناء الحديث نجوم    شكلوا وجدان الشعب السوداني أمثال ، سميه حسن ،   عثمان حسين ، الجابرى ، إبراهيم عبد الجليل ،   سيف الجامعة ،أحمد شاويش ،  ثنائي العاصمة ، مصطفى سيد أحمد  ، حيدر بورتسودان ، حيدرحدربى ، خالد الصحافة ، محمد ميرغنى ، الموسيقار بشير عباس والملحن حسن بابكروالملحن سمير والملحنة أسماء حمزة ، وفي مجال " غنا البنات "  لا ننسى ملكة مروي والسودان حواء جاد الرسول " الطقطاقة " وبمعنى أصح حوه الرصاصة .

                       
                                                  الطمبور
                       أما في مجال غناء الطنبور منهم  عملاق الأغنية الشايقية الفنان عبدالرحمن عجيب ، وملك الطمبور الفنان النعام آدم ،بخيت صلاح  ، محمد جبارة ، محمد كرم الله ، إسحاق كرم الله ، عثمان اليمنى ، عبدالرحمن بلاّص،  صديق أحمد ،  ميرغني النجّار ، يوسف كرم الله ، طارق العوض  ، محمدالنصرى  ، ثنائي العامراب  ، جعفر السقيد  ، عبدالرحيم أرقي ، عبد الرحيم البركل ، عبد الرحمن البركل ، وغيرهم الكثير ، ولم أقرا لأي واحد منهم أنه قال " أنا كذا "

                                           الرواية والقصة
                     أما في مجال الرواية والقِصّة  فهم الملوك المتوجين علي عرش الكلمة  ويكفي منهم الأديب العالمي الطيب صالح ، الدكتور مختار عجوبة،  الأستاذ سيف الدين حسن بابكر،  اللواء عوض مالك ، الدكتورة بثينة خضر مكي  ، الأستاذة نور جعفر، وليلي حسن سلمان ( أم أحمد) ،  وفى مجال الإهتمام بالمسرح والسينما هناك :  الفكي عبدالرحمن ، علي عبدالقيوم  ، حوريه حسن حاكم  ، هاشم صديق ومحمد فتح الرحمن وذو الفقار حسن عدلان ، وكاتب هذه السطور كأمثلة لا أكثر   ، وجميعهم يكرهون كلمة " أنا كذا "  وفى الفن التشكيلى إبراهيم العوام ، راشد دياب ، سيف  الدين حسن بابكر ، سميرة الدوش وغيرهم ،  وفى مجال البحث التراثي  والتاريخ المؤرخ  عثمان سعيد ، محجوب كرار ، بلاص وداراب ويوسف إبراهيم ، عباس الزين ، إخلاص محمد عثمان ، محجوب العاقب  ،و محمد عمرباتوري   ، وفي فن الكاريكاتير هناك حسن حاكم ومحمد حاكم وغيرهما  ، وفي مجال الكتابة بأنواعها والصحافة والإعلام  جيش جرار  " تقولي منو وتقولي شنو !!!
والآن يا صديقي هل رددت على سؤالك  أو أقل القليل ؟  "  أوعوا تقولوا لي الناس في أم دوم وأم روابة وانت في أم تكشو "  !!!
              عسكريا حكمنا عبود وهو شايقي ، وحكمنا نميري وهو دنقلاوي ، والان يحكمنا البشير وهو جعلي ،  وفي نهاية الأمر لكل هويته والدولة للجميع  .    

ليست هناك تعليقات: