رحيق الكتب
الزعيم مارتن لوثر كنچ (١٩٢٩-١٩٦٨)
بقلم :
بدرالدين حسن علي
أقرأ هذه الأيام كتابا مهما يحكي سيرة الزعيم مارتن لوثر كينج والكتاب باسمه ، كثير من الناس سمعوا بمارتن لوثر كينج ومع ذلك يعرفون القليل عنه ، ولكني أتذكر جيدا أني كنت مهتما به في سبعينات القرن الماضي ،وكنت قد اطلعت على فقرات من الكتاب باللغة الإنكليزية ولم أكن أجيدها ولكن خالي الفكي عبدالرحمن ساعدني في ذلك بحكم إجادته للغة الإنكليزية ، وكان لي صديق من نايجيريا درس في جامعة الخرطوم وكان يتحدث العربية بطلاقة وكان مسلما ، وهو الذي فتح شهيتي لمعرفة من هو مارتن لوثر كينج ، لدرجة أن صديقي وجاري تاج الدين ابراهيم حماد يحلو له أن يناديني "يا كينج "، ولذا استغربت كثيرا عندما ناداني صديقي هنا في تورنتو سعيد شاهين باسم " يا كينج " مع الفارق بين كينج السودان وكينج كندا .
أقرأ هذه الأيام كتابا مهما يحكي سيرة الزعيم مارتن لوثر كينج والكتاب باسمه ، كثير من الناس سمعوا بمارتن لوثر كينج ومع ذلك يعرفون القليل عنه ، ولكني أتذكر جيدا أني كنت مهتما به في سبعينات القرن الماضي ،وكنت قد اطلعت على فقرات من الكتاب باللغة الإنكليزية ولم أكن أجيدها ولكن خالي الفكي عبدالرحمن ساعدني في ذلك بحكم إجادته للغة الإنكليزية ، وكان لي صديق من نايجيريا درس في جامعة الخرطوم وكان يتحدث العربية بطلاقة وكان مسلما ، وهو الذي فتح شهيتي لمعرفة من هو مارتن لوثر كينج ، لدرجة أن صديقي وجاري تاج الدين ابراهيم حماد يحلو له أن يناديني "يا كينج "، ولذا استغربت كثيرا عندما ناداني صديقي هنا في تورنتو سعيد شاهين باسم " يا كينج " مع الفارق بين كينج السودان وكينج كندا .
مارتن لوثر كينج هو الزعيم بلا منازع لحركة
الحقوق المدنية في أمريكا، القِسّ الدكتور( مارتن "ميخائيل"
لوثر كنچ ) ، كرّس حياتَه القصيرة وضحّى بها من أجل انتزاع الحقوق المدنية للسود
المقهورين في بلاد العم سام الديموقراطية ،وكلنا
يعرف أن حياته إنتهت إغتيالا ..
وُلد ميخائيل الذي عُرف فيما بعد بمارتن واختصاراً ب MLK في 15 يناير ١٩٢٩ في أطلنطا ، كان أبوه وجدّه (والد أمه) قِسيسََيْن مَعمَدانيّيْن في كنيسة ابن عيزِر "(Ebenezer " في أطلنطا )، فالجدّ وصل إلى أطلنطا عام ١٨٩٣وأقام هناك طائفةً معمدانية كبيرة ، من أهمِّ ما تعلّمه مارتن وشقيقُه وشقيقتُه من والدهم هو: معاملة كافّة الناس بالتقدير والاحترام ، حصل مارتن على البكلوريا في علم الاجتماع سنة ١٩٤٨ من جامعة أطلنطا وهو ابن ١٩ عاماً ثم على شهادة الدكتوراة في علم اللاهوت من جامعة بوسطن سنة ١٩٥٥.
وُلد ميخائيل الذي عُرف فيما بعد بمارتن واختصاراً ب MLK في 15 يناير ١٩٢٩ في أطلنطا ، كان أبوه وجدّه (والد أمه) قِسيسََيْن مَعمَدانيّيْن في كنيسة ابن عيزِر "(Ebenezer " في أطلنطا )، فالجدّ وصل إلى أطلنطا عام ١٨٩٣وأقام هناك طائفةً معمدانية كبيرة ، من أهمِّ ما تعلّمه مارتن وشقيقُه وشقيقتُه من والدهم هو: معاملة كافّة الناس بالتقدير والاحترام ، حصل مارتن على البكلوريا في علم الاجتماع سنة ١٩٤٨ من جامعة أطلنطا وهو ابن ١٩ عاماً ثم على شهادة الدكتوراة في علم اللاهوت من جامعة بوسطن سنة ١٩٥٥.
أحس مارتن لوثر كينج
منذ نعومة أظفاره بالتمييز العنصري بين البيض والسود (الملوّنين) في أمريكا ، رأى
مثلاً بأنه لا يحقّ له أن يشربَ من نفس الحنفيات التي يشرب منها زملاؤه
البيض ،وقِس على ذلك بالنسبة لاستعمال المراحيض ، كما وفرّقت السياسةُ هناك بينه وبين صديقِه
الجار الأبيض الذي كان يلعب
ويمرح معه إبّان دخول المدرسة ، بينما كنت أقرأ في
الكتاب تذكرت شقيق زوجتي حاكم الذي غادرنا
هو وزوجته إلى الولايات المتحدة ، وحمدنا الله وقلنا سيستقرا في بلاد العم سام ،
ولكنه إتصل بي بعد ستة شهور فقط ليقول لي أنه يريد العودة ، وبالفعل عادا ، فسألته
: لماذا عدت ؟ فقال لي " ياخي الأمريكان بدربو الكلاب كي تنبح فقط في وجه
السود !!!
يبدو أن بداية نشاط مارتن لوثر كنچ كداعية لحقوق الانسان الاجتماعية وكرئيس مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية تعود لحادثة اعتقال السيدة الافريقية - الامريكية روزا پاركس (Rosa Parks) البالغة من العمر ٧٢ عاما بسبب ارتكاب "جريمة" لا تُغتفر. إنها لم تقم في الأول من ديسمبر سنة ١٩٥٥ لتُخلي مقعدَها في الباص لرجل أبيض. قام الأفارقة - الأمريكيون بمقاطعة السفر في الباصات في مونتچومري لمدة ١٣٨ يوماً. لقد أثمر ذاك الاحتجاج ، إذ أعلنت ولاية ألاباما عن عدم شرعية التفرقة في أماكن الجلوس بين البيض والسود في الحافلات . في هذه العُجالة لا يتسنّى لنا التطرقُ إلى جميع جوانب النشاط الاجتماعي الذي مارسه مارتن لوثر كنچ في الخمسينات وأوائل الستينات من القرن العشرين. إلا أنه لا بدَّ من ذكر بيت القصيد في هدا الصدد وهو ممارسة أسلوب العصيان المدني (civil disobedience) واللا عنف (non-violence) في المظاهرات والاحتجاجات. في الكتاب هناك الكثير من أنماط الممارسات السياسية مثل الحرق المتعمد للقوانين بُغيةَ استقطاب الرأي العام إزاءَ الظلم والاضطهاد. ومن المرجّح أن أصلَ هذه الفكرة ترجع إلى الكاتب والفيلسوف الامريكي David Thoreau (١٨١٧-١٨٦٢) الذي كتب مقالاًَ بعنوان "العصيان المدني" Civil) (Disobedience سنة ١٨٤٨. وكما يعرف الكثيرون فقد مارس هذا النوعَ من النضال المثمر الزعيمُ الهندي مهاتما غاندي الذي اغتيل هو الآخر.
حصل بطل الاخوّة والسلام، مارتن لوثر كنچ، على جائزة نوبل للسلام في العاشر من ديسمبر عام ١٩٦٤ تقديراً لنضاله وجهوده من أجل المساواة بين البيض والسود في الولايات المتحدة الأمريكية وكان أصغرُ الحائزين على هذه الجائزة .
يبدو أن بداية نشاط مارتن لوثر كنچ كداعية لحقوق الانسان الاجتماعية وكرئيس مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية تعود لحادثة اعتقال السيدة الافريقية - الامريكية روزا پاركس (Rosa Parks) البالغة من العمر ٧٢ عاما بسبب ارتكاب "جريمة" لا تُغتفر. إنها لم تقم في الأول من ديسمبر سنة ١٩٥٥ لتُخلي مقعدَها في الباص لرجل أبيض. قام الأفارقة - الأمريكيون بمقاطعة السفر في الباصات في مونتچومري لمدة ١٣٨ يوماً. لقد أثمر ذاك الاحتجاج ، إذ أعلنت ولاية ألاباما عن عدم شرعية التفرقة في أماكن الجلوس بين البيض والسود في الحافلات . في هذه العُجالة لا يتسنّى لنا التطرقُ إلى جميع جوانب النشاط الاجتماعي الذي مارسه مارتن لوثر كنچ في الخمسينات وأوائل الستينات من القرن العشرين. إلا أنه لا بدَّ من ذكر بيت القصيد في هدا الصدد وهو ممارسة أسلوب العصيان المدني (civil disobedience) واللا عنف (non-violence) في المظاهرات والاحتجاجات. في الكتاب هناك الكثير من أنماط الممارسات السياسية مثل الحرق المتعمد للقوانين بُغيةَ استقطاب الرأي العام إزاءَ الظلم والاضطهاد. ومن المرجّح أن أصلَ هذه الفكرة ترجع إلى الكاتب والفيلسوف الامريكي David Thoreau (١٨١٧-١٨٦٢) الذي كتب مقالاًَ بعنوان "العصيان المدني" Civil) (Disobedience سنة ١٨٤٨. وكما يعرف الكثيرون فقد مارس هذا النوعَ من النضال المثمر الزعيمُ الهندي مهاتما غاندي الذي اغتيل هو الآخر.
حصل بطل الاخوّة والسلام، مارتن لوثر كنچ، على جائزة نوبل للسلام في العاشر من ديسمبر عام ١٩٦٤ تقديراً لنضاله وجهوده من أجل المساواة بين البيض والسود في الولايات المتحدة الأمريكية وكان أصغرُ الحائزين على هذه الجائزة .
تمّ اغتيال كنچ في الرابع من ابريل
سنة ١٩٦٨ في فندق لورين في
مِمفيس في ولاية تينيسي ، رَجلٌ
أبيضُ من الجنوب باسم James Earl Ray
اتُّهم باقتراف الجريمة وحُكم عليه بالسجن لمدة ٩٩ سنةً ، دُفن جثمان مارتن لوثر كنچ في أطلنطا في التاسع
من ابريل سنة ١٩٦٨ ، في الآونة الأخيرة تعالتِ الاصواتُ من طرف أرملة كنچ وأولاده الأربعة بالمطالبة بإعادة التحقيق في عملية الاغتيال.
لا بدّ من الإشارة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يلاحق كنچ
ويراقبه مراقبة تامة ودائمة في كل حركاته وسكناته ، و بعد حقبة معينة من الزمن
سيكشف عن ملفات التحقيق السميكة وعندها ربما سيعرف العالم من قتل مارتن
لوثر كنچ ، والمعروف أنه قد تحول الفندقٌ المذكور إلى "متحف الحقوق
المدنية" وهو فريد من نوعه في العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق