شهر التراث
الآسيوي في كندا
كتب : بدرالدين حسن علي
قبل أن ينتهي شهر
مايو الحالي يسترعي الإنتباه النشاط المكثف للآسيويين خلال هذا الشهر في كندا ،
باعتبار أن شهر مايو هو شهر التراث
الآسيوي في كندا ، وهو يهدف للتعريف
بالثقافة والفنون وبتاريخ الكنديين من أصول آسيوية ، وقد بدأت الاحتفالات بهذه المناسبة في عام 1993 في تورنتو
ثم انتقلت بعد ذلك لتشمل مجموعة من المدن الكندية ، وتهدف الأنشطة المتعددة التي تجري في هذه
المدن الكندية بالمناسبة للتعريف ليس فقط بالتراث الأسيوي بل بمساهمة الجاليات
الأسيوية في التعددية الكندية .
لا نريد أن نكون خارج الخريطة الكندية ، لذا يتوجب علينا أن نهتم بالتراث
الإفريقي والعربي والآسيوي والأوروبي ، صحيح أن إمكانياتنا متواضعة ولكن هذا لا
يمنع أن نكون في صلب الأحداث ، وأعتقد أن " أخبار المدينة " قد فتحت
" كوة " ينبغي إستغلالها جيدا من الناحية الإعلامية للتواصل والتلاقي مع
كل أشكال وأنواع الإحتفالات والمشاركات ، أليست كندا بلد التنوع والتعددية ؟،
وبلدنا أيضا بلد التنوع والتعددية أو هكذا
ينبغي أن يكون بغض النظر عن الوضع السياسي المحتقن .
أن الهجرة الأسيوية
إلى كندا بدأت منتصف القرن التاسع عشر مع وصول الباحثين عن الذهب ومن ثم العمال
الصينيين الذين جاءوا إلى كندا مع البدء بمد خط سكة الحديد في بريتيش كولومبيا. واستمر
وصول الجاليات من أصول آسيوية إلى كندا ومشاركتها في ثراء ودينامية المجتمع
الكندي.
وكان يتوجب انتظار عام 2001 لتقترح عضوة مجلس الشيوخ الكندي السيدة بوي عبر مذكرة رفعتها لمجلس الشيوخ بأن يتم
التعريف بأهمية مشاركة الجاليات الآسيوية في حياة المجتمع الكندي.
وفي عام 2002 وبعد اعتماد مجلس الشيوخ الكندي للمذكرة التي رفعتها بوي أعلنت الحكومة الكندية شهر مايو من كل عام
شهرا للتراث الآسيوي.
وعلقت عضوة مجلس الشيوخ على انطلاق الأنشطة في مجموعة من المدن الكندية
بهذه المناسبة بأنها فاقت توقعاتها مضيفة بأن المناسبة تمد الجسور بين مختلف
الجاليات الكندية بهدف تقاربها أكثر فأكثر من بعضها البعض .
إن بوي كانت أول كندية من أصل آسيوي تسمى عضوة في مجلس
الشيوخ في عام 1998.
تقول الكندية من أصل صيني
السيدة لومب من خلال التعريف دائما بالمنتجات والتجول في الأحياء والتعرف للتاريخ
والاطلاع على تاريخ الصينيين هنا وفي العالم يزيد تفهمنا لطريقة التعامل مع
الصينيين والآسيويين في مونتريال وفي كندا.
وتعتقد السيدة لومب أن التعرف على الشعوب يتم عبر التعرف إلى أطعمة هذه
الشعوب وتذوقها، إن الأطعمة وسيلة من الوسائل للعبور إلى ثقافات أخرى وهي الخطوة
الأولى لشخص لا يعرف الآخرين ، فالأطعمة تمهد له الطريق نحو ثقافات وعادات
الآخرين.
وتشرح زائرة كيبكية من أصل صيني والدها صيني وأمها ايرلندية وتتحدث العربية بطلاقة التغييرات الكبيرة التي
طرأت على الحي الصيني مقارنة بالستينات فتقول:
لم تكن الإضاءة متوفرة غالبا في الحي الصيني في ذلك الوقت وكان كل ما في
الحي مصنوع من الخشب كما لم تكن تتوفر فيه آلات صرافة أوتوماتيكية كما كانت
تنتشر فيه روائح التوابل وكان كقرية يتجول فيها الأطفال حيث يمسون بأيديهم التوابل
والمنتجات الصينية وتقدم لهم الحلوى.
أن شهر التراث الآسيوي الذي انطلق في عام 1993 من تورنتو يشمل حاليا العديد
من المدن الكندية.
:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق