الخميس، 6 سبتمبر 2012

في الذكرى الأولى لرحيله - كمال الشناوي




في الذكرى الأولى لرحيله

كمال الشناوي فنان ومن مواليد السودان

بقلم : بدرالدين حسن على

تمر هذه الأيام الذكرى الأولى لرحيل الفنان الكبير كمال الشناوي والذي يعتبر حالة فريدة من نوعها في تاريخ السينما المصرية بعد أن قضى نحو 60 عاما يتبختر بأنفة وكبرياء في عالم الفن السينمائي ، ولم يكن غريبا أن يطلق عليه " دونجوان السينما "على الرغم من أنه أثرى العالم السينمائي المصري بأفلام كوميدية وإجتماعية وإنسانية وسياسية أيضا .

كمال الشناوي كان نجم سينما الأربعينات بأفلام مثل : ما كانش على البال ، في الهوا سوا ، الحموات الفاتنات ، الأستاذة فاطمة ، رسالة غرام ووداع في الفجر ، كما كان نجم الخمسينات حيث بدأت علامات النضج الفني وظهور أفلامه الرائعة مثل : المرأة المجهولة ، أرحم حبي ، اللص والكلاب ، سكر هانم والبنات والصيف ، وما من شك أنه تسيد حقبة الستينات والسبعينات بأفلامه مثل : الوفاء العظيم ، العاطفة والجسد ، الكرنك ، دمي ودموعي وابتسامتي والمذنبون ، وأذكر جيدا في عقد الستينات كنت دائم العراك مع شقيقي الأكبر " وكنا مجانين سينما " لأنه يكره كمال الشناوي ويقول أن " دمو تقيل " بينما كنت أحبه جدا ولا يفوتني فيلم له ، وهذا الموقف تسبب في خصومة من العيار الثقيل مع شقيقي خاصة وهو هلالابي وأنا مريخابي .

ثم كانت مرحلة الثمانينات وما تلاها من سنين أبدع خلالها كمال الشناوي وقدم مجموعة من الأفلام السينمائية التي ستظل جميعها علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية مثل : الوحل ، العجوز والبلطجي ، مهمة في تل أبيب ، الإرهاب والكباب والواد محروس بتاع الوزير إلى جانب أفلام مثل طأطأ وريكا وفيلمه الأخير " ظاظا " ، وإبداع الشناوي لم نينحصر في السينما فقط بل إمتد إلى التلفزيون ولن أنسى ما حييت مسلسله " زينب والعرش " مع سهير رمزي .

ثم كانت المفاجأة الكبرى في بداية السبعينات عندما قدمني له أستاذي حسن الطاهر زروق عندما كان مقيما في مصر " وسأكتب لاحقا عن هذا الموضوع " ، جلسنا ثلاثتنا في مقهى " قديم وتعبان " وعرفت منه أنه من مواليد السودان في 26 ديسمبر 1921 وتحديدا في ملكال عندما كان والده يعمل بالري المصري ، وتلقى بعض مراحله الدراسية بمدرسة البعثة المصرية بملكال ، وله عدد كبير من الأصدقاء ذكر بعض أسمائهم ، ولكن والده عاد لمصر وتحديدا المنصورة وعمل بالتدريس ثم إنتقل إلى القاهرة حيث بدأ رحلته الفنية عام 1947 .

بعد الغزو العراقي للكويت غادرت إلى القاهرة والتحقت للعمل براديو وتلفزيون العرب ART مديرا لرقابة الأفلام بينما كانت زوجتي الراحلة المقيمة حورية حسن حاكم تعمل بنفس القناة الفضاتية مديرا لإدارة البرامج السينمائية وكانت الصديقة المقربة للممثلة صفاء أبو السعود زوجة المليونير الشيخ صالح عبد الله كامل ، وتشاء الصدف أن ألتقي ثانية بالفنان كمال الشناوي ، فأصبحنا أصدقاء حميمين رغم فارق السن ، وأرسل لي شقيقه عبد القادر الشناوي الذي كان بمثابة سكرتيره ومدير أعماله ، وبعد عدة لقاءات معه أثمرت عن شراء مجموعة كبيرة من أفلام الشناوي التي كانت ملكه لصالح شركة " سانيلاند إحدى شركات الشيخ صالح " مما أعاد له توازنه المالي وظل يلهج بالثناء على موافقي .

كمال الشناوي رحلة عطاء حافلة بالإنجاز الفني ، توفى عن 89 سنة بعد صراع طويل مع المرض لكنه ترك تراثا فنيا عظيما يفوق ال 200 فيلم سينمائي وعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية ، وبوفاة كمال الشناوي في أغسطس الماضي أسدل الستار على حياة نجم عظيم إحتفظ بتألقه وحضوره الفني لمدة تصل إلى 62 عاما دون أن يفقد شيئا من بريقه الفني في مختلف الشخصيات التي أداها مع مراحل عمره المليئة بالكفاح وبالرقة والإنسانية والخلق الرفيع ، كما أسدل الستار على السينما المصرية بوفاة أعلام مثل يوسف شاهين وهند رستم وعمر الحريري وغيرهم .

رحمك الله يا كمال فقد كنت ممثلا رائعا وإنسانا جميلا .

ليست هناك تعليقات: