بمناسبة صدور كتابه الجديد
سلمان رشدي يتحدث عن الإهانة والإزدراء والشتيمة
بقلم : بدرالدين حسن علي
سلمان رشدي " 65 عاما " هل تذكرونه ؟ نعم ذلك المواطن الهندي الذي أصدر الإمام الخميني في عام 1989 فتوى بإهدار دمه بسبب كتابه الموسوم " آيات شيطانية ، أين هو الان ؟
طبعا سلمان رشدي غير اسمه إلى " جوزيف أنطون " وحصل على الجنسية البريطانية ، وقام بتغيير مقر إقامته عدة مرات خوفا على حياته .
ولكن لماذا إختار سلمان رشدي هذا الإسم تحديدا ؟ نعم لأن الإسم الجديد يتكون من الإسمين الأولين لكاتبين مشهورين يقرأ لهما رشدي كثيرا وهما الروائي المعروف جوزيف كونراد و الطبيب المسرحي الرائع أنطون تشيخوف ، سلمان أو جوزيف يتردد بين لندن ونيو يورك تحت حراسة مشددة من قبل الحكومتين البريطانية والأمريكية ، ويحصل أيضا على راتب شهري مجزي من الحكومتين .
طبعا نتذكر جيدا أن إيران أكدت في عام 1998 أن الفتوى لن تطبق ، إلا أن المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية آية الله علي خامئني أكد من جديد في عام 2005 أن سلمان رشدي مرتد يمكن قتله دون عقاب ، كما أعلنت حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد في العام 2007 أن الفتوى لا تزال قائمة ، وفي الأسبوع الماضي كما تابعنا في الإنترنت أن المؤسسة الدينية الإيرانية قد رفعت قيمة المكافأة المالية المرصودة لقتل رشدي إلى 3.3ملايين دولار .
أنا شخصيا قرأت كتاب " آيات شيطانية " ولا أرى فيه سببا لإهدار دمه ، كما لا أرى في الفيلم المسيء للرسول " صلعم " سببا لقتل السفير الأمريكي في ليبيا وإزهاق أرواح العشرات في العالمين العربي والإسلامي، فالكتاب أحسبه مجرد رأي والفيلم كما قلت سابقا من الناحية الفنية تافه وقذر، ولا يمكن للإسلام كدين وحضارة عريقة أن يتأثر بكتاب رشدي أو فيلم باسيلي ، فقط علينا في التعبير عن إعتراضنا بالسلوك الحضاري و مقولة " لا تزر وازرة وزر أخرى " .
سلمان رشدي في كتابه الجديد يستعيد ذكريات إختفائه عبر السنوات الماضية ونحديدا منذ العام 1989 وحتى اليوم ، أولا تحوي مذكراته سردا لقتل المترجم الياباني لكتابه " آيات شيطانية " ونظيره الإيطالي في منزله ، وثمة مقاطع أخرى عن عناصر الشرطة المكلفين بحمايته والحكايا والقصص التي حدثت له .
بالتأكيد تأثر رشدي بحياة الإختفاء ، فقد إنفصل عن زوجتيه الثانية والثالثة معترفا أنه خانهما ، وذلك يعني تذبذبه الفكري ومعاناته النفسية , وكان يرغب في أن يعيش حياة بسيطة ولكن كان ذلك مستحيلا .
أهم ما قاله سلمان رشدي في كتابه الجديد أن الإتهامات ظلت كما هي دائما الإهانة والإزدراء والإساءة والشتيمة .
على كل إنها معركة سينتصر فيها في الآخر صوت العقل والحكمة !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق