الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

في ذكرى رحيله العاشرة " 3 "


الفكي عبد الرحمن أبو المسرح السوداني الحديث

بديري دهشمي " تشيقن" ومن أولاد تنقاسي

في طفولته جلده شيخه وفي رجولته بنى المسرح

بقلم : بدرالدين حسن علي

الفكي والكتابة

الفكي عبد الرحمن لم يكن عاشقا للكتابة بل عاشقا للمسرح ذات نفسه ، مهتما بتطويره وتخليصه من مشاكله الكثيرة خاصة مع المسؤولين في وزارة الإعلام ، والذين خاض معهم معارك طاحنة إنتصر في بعضها وانهزم في البعض الآخر ، ولكنه وضع اللبنات الأساسية لإزدهار المسرح ,

في مجال التأليف له كتاب معروف لدى المسرحيين بعنوان " كان يا ما كان " وهو كتاب ممتع جدا يقص فيه سيرته الذاتية وحكايته مع المسرح ، وفيه معلومات مفيدة جدا عن طفولته وحديث رائع عن منطقة الشايقية في ذلك الزمان .

اهدى الفكي عبد الرحمن كتابه إلى د.أحمد الطيب – طيب الله ثراه – الذي كان فنانا مسرحيا تابغا وأنا أسميه " أبو معهد بخت الرضا " ، كما أهداه للأستاذ أحمد الطيب زين العابدين ، ويقول أنه كان من المفترض أن يكون الكتاب من خمسة أجزاء ، في الجزء الأول يتناول الفترة من 1933 إلى 1960 وهي الفترة التي يسهب فيها الحديث عن تنقاسي وعطبرة وبخت الرضا ، وفي الجزء الثاني يتناول الفترة من 1963 إلى 1975 وهي عن الخرطوم والمسرح القومي وأماكن أخرى ، ثم فترة إدارته للمسرح القومي بأم درمان للفترة من عام 1967 وحتى عام 1975 عندما أصبح مدير إدارة الفنون المسرحية والإستعراضية ، وفي العام 1975 وتحديدا في خمسة مايو تم فصلي بخطاب من صفحتين من الخدمة وعدم تعاوني مع الصحافة والإذاعة والتلفزيون والمسرح ، وبسرعة هائلة إستخرجوا مستحقاتي في إشارة واضحة لطوي صفحتي مع وزارة الإعلام ، ولكن ذلك الفصل التعسفي أتى بنتائج إيجابية كثيرة ضد قرار الفصل ، في مقدمتها رفض الكاتب المسرحي الشاعر هاشم صديق لمنحة الحكومة عندما كان يدرس المسرح في المملكة المتحدة ووقوف أهل المسرح إلى جانب قضيتي العادلة .

فكرة الكتاب تعود لسنوات طويلة سبقت التنفيذ حدثني عنها الفكي عدة مرات ، واطلعت على الصفحات الأولى من الكتاب وشجعته على إكمال مشروعه خاصة وأن التوثيق للمسرح كان شحيحا جدا في تلك الفترة ، ولعل المساهمة البارزة كانت كتاب عثمان جعفر النصيري " المسرح في السودان من 1905 إلى 1915 " ثم قمت بتأليف كتابي الأول عن المسرح السوداني وأنا في الخارج وضاعت مسودته خلال إجتياح العراق لدولة الكويت ومن ضمن ذلك الخراب الذي لحق مطبعة الطليعة الكويتية والخراب الآخر الذي لحق شقتي في حي السالمية بالكويت ولذا كنت من أكثر المتضررين من الغزو العراقي للكويت .

بعد تأسيس إدارة الفنون المسرحية والإستعراضية جاء الفنان مكي سنادة مديرا للمسرح القومي وكنت منشغلا بمغادرة السودان بحثا عن عمل وتلك قصة طويلة سأحكيها في مجال آخر ، المهم أن أهم جزء في كتاب الفكي كان عن المسرح السوداني ، وحسنا أن الكتاب قد طبع وصدرفي أبريل عام 2003 عن دار نشر سولو للطباعة والنشر من 112 صفحة ، ثم كان رحيل الفكي عبد الرحمن في يوليو من نفس العام وتلقيت خبر وفاته بالهاتف .

ليست هناك تعليقات: