الاثنين، 24 سبتمبر 2012

عادل امام


عادل إمام وقصة ازدراء الأديان والإساءة للإسلام

بقلم : بدرالدين حسن علي



أخيرا تنفس الفنانون المصريون الصعداء بعد أن قضت محكمة استئناف القاهرة ببراءة الفنان المصري عادل إمام من تهمة ازدراء الأديان والإساءة للإسلام في مجمل أعماله الفنية ، وكانت محكمة أخرى قد قضت غيابيا في شهر فبراير الماضي بالسجن على عادل إمام ثلاثة أشهر بعد ثبوت تهمة الإساءة للإسلام عليه، وهو الحكم الذي ثبتته محكمة أخرى في شهر أبريل الماضي.



قدمت المحكمة للحكم الصادر ببراءة عادل الإمام عددا من الحيثيات الهامة وهي على النحو التالي ::

* أن مقدم الدعوى لم يقع عليه ضرر مباشر من الأعمال الفنية التي قدمها عادل إمام.

* أن المحكمة قامت بمراجعة المقاطع الفيلمية موضوع الدعوى ووجدت أنها تقوم بنقد سلوكيات مجموعات بعينها وأنه لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالإساءة للإسلام أو ازدراء الأديان.

وعليه فقد حكمت المحكمة ببراءة عادل إمام من التهم المنسوبة إليه وألزمت مقيم الدعوى بالمصاريف الإدارية.

يذكر أن الحكم الأول الذي صدر ضد إمام كان غيابيا وهو لم يكن على علم بوجود دعوى ضده من الأصل. أما الحكم الثاني والذي أيد الحكم الأول فقد كان شكليا فقط من حيث صحة الإجراءات القضائية.

بعد صدور الحكم الأول كانت هناك مخاوف من أن الإسلاميين سيضيقون على الفن والفنانين، لكن الرئيس المصري محمد مرسي - ذي الخلفية الإسلامية - عقد اجتماعا حضره عدد كبير من الفنانين طمأنهم فيه على حرية التعبير وعلى أنه لن يكون هناك أي تضييق عليهم في المستقبل ولا على أعمالهم الفنية، وهو الاجتماع الذي حضره عادل إمام بنفسه بعد تلقيه دعوة شخصية من الرئيس.

أهم الدلالات التي يمكن الخروج بها من هذا الحكم أن القضاء المصري نزيه ومستقل وغير خاضع للأهواء السياسية ، كما أنه يمثل رسالة واضحة بعدم جدوى مثل هذه الدعاوى التي سينتهي الحال برفضها.

الأمر المطمئن أيضا أن عدد الدعاوى المستقبلية سيقل عددها، ولكن ليس معنى ذلك أنها ستختفي نهائيا لأن هناك لا يزال عدد من المجموعات السلفية المتشددة ستستمر في إقامة الدعاوى على الفنانين من أجل التضييق عليهم ووضعهم في موقف الحذر الدائم، أو إتهامهم بالزنا في حالة الممثلة الرائعة إلهام شاهين .

دائما ما أقول أن المسرح ضمير العالم وكذلك السينما ، وعادل إمام له الكثير من السوءات الفنية والأخلاقية ، ولكنه فنان موهوب وساهم بشجاعة في تقديم صورة ما للشعب المصري والعربي قد تكون مقبولة أو غير مقبولة في بعض جزئياتها ولكنه كان صادقا في عرضها ، ولذا سيظل محفورا في ذاكرتنا حتى لو حكم عليه شنقا !!!!





ليست هناك تعليقات: