skip to main |
skip to sidebar
حب فوق هضبة الهرم
سينما الأمس ........سينما اليوم
حب فوق هضبة الهرم للمخرج العبقري عاطف الطيب
والفن الحقيقي هو الذي يعرف كيف يطرح السؤال
لعل فيلم " حب فوق هضبة الهرم " الذي أخرجه عاطف الطيب بعد نجاح فيلمه " سواق الأوتوبيس " هو الفيلم الذي وضع هذا المخرج الذي رحل مبكرا في مصاف كبار مخرجي جيله ، وواحد من الوجوه الكبيرة التي أحيت السينما المصرية وأعادت إليها قوتها ، ولكنه رحل قبل أن يقول كل ما عنده ، خطفه الموت وهو في زهرة شبابه ، فخلف حزنا شديدا ما يزال يفجعنا ويؤلمنا ، لأن عاطف الطيب حقيقة مخرج عبقري وفنان كبير .
الفيلم من إنتاج عام 1986 عن قصة نجيب محفوظ وسيناريو وحوار مصطفى محرم وبطولة أحمد زكي – آثار الحكيم – أحمد راتب – نجاح الموجي وحنان شوقي ، ويبدأ الفيلم بأن تتم خطبة رجاء على زميلها في الشركة علي ، ويفشل علي في الحصول على عقد في إحدى الدول العربية ويشعر بالإحباط مع رجاء ، فلا أمل في تغيير ظروفه وتحسينها مع إستحالة حل المشكلة السكانية ، فيتزوجان ويخفيان الأمر على أسرتيهما ، وعندما يفشل في العثور على المكان المناسب للإلتقاء يذهبان إلى هضبة الهرم ، وتقبض عليه شرطة الآداب ، وتفاجأ الأسرتان بما حدث ، فيتم ترحيلهما لمحاكمتهما على إرتكاب فعل فاضح في الطريق العام ، ويتفق المحبان على المطالبة بإقامتهما في زنزانة واحدة لممارسة حقهما في الحياة الزوجية .
الشباب والمشاكل النفسية والإجتماعية
الفيلم كما قلنا مأخوذ عن قصة طويلة لنجيب محفوظ ، وواضح أنه إستعرض فيها المشاكل المادية والنفسية والإجتماعية التي تواجه الشباب عندما يحاولون بناء حياتهم ، فإعتمد الفيلم على الخط الرئيسي للقصة وأضاف إليها الكثير من التفاصيل الجانبية المأخوذة من واقع الحياة المصرية ، مما أعطاه بعدا مميزا وجعله وثيق الصلة بالتيار الإجتماعي السائد والهم الجاثم على قلوب الشباب .
إعتمد عاطف الطيب في إخراجه لهذا الفيلم على الأسلوب الواقعي المغلف بشاعرية شعبية شفافة ، وبمحاولة صادقة على دفع المتفرج على التعاطف مع بطليه من خلال كاميرا مدروسة للغاية ، وتسلسل سلس للأحداث يضاف إلى ذلك حسه بقدرات ممثليه الرئيسيين ومحاولة إستغلال هذه القدرات وإحساسه القوي بالمكان الذي حاول جاهدا أن يبتعد به عن الديكور التقليدي ، وأن يرسم صورة صادقة للقاهرة بضجتها وضجيجها وإختناقها ، ثم كشف مواطن الجمال المدهشة الخبيئة بها من خلال رحلة البطلين اليائسة للوصول إلى حل ينقذ علاقتهما من ظروف إقتصادية معينة تهددهمت بكارثة محققة .
النجم الكبير أحمد زكي
وفيلم حب فوق هضبة الهرم الذي حاز على عدة جوائز محلية ومثل مصر رسميا في أحد فروع مهرجان كان السينمائي ، لم يكن فقط الفيلم الذي ثبت قدمي عاطف الطيب على خارطة السينما المصرية ، بل كان أيضا بدء الإنطلاقة الحقيقية للنجومية الكبرى التي تمتع بها النجم الكبير الراحل المقيم أحمد زكي .
أحمد زكي في هذا الفيلم إستطاع أن يكون الشاب المصري بنموذجه السائد بقلقهوبروح الأمل المشعة في أعماقه ، بإحباطه ، بثورته ، بفرحه وسعادته ، بسذاجته الفطرية وذكاءه ثم بغضبه وعنفوانه .
إستطاع أحمد زكي في هذا الفيلم أن يجمع بين كبرياء وهوان الشخصية التي رسمها نجيب محفوظ ، ثم أن يضيف إليها من إبداعه ومن وجوده الكهربائي على الشاشة الشيء الكثير .
كما إستطاعت آثار الحكيم في أول بطولة مطلقة لها ، أن تؤكد نفسها وموهبتها وحاجة السينما المصرية إلى هذا النموذج الجديد الذي تقدمه ، نموذج الفتاة المتحررة الواثقة من نفسها التي قررت أن تحقق ذاتها دون أن تفقد أي جزء من أخلاقياتها ، حب فوق هضبة الهرم فيلم يحتل مكانة خاصة في أفلام الثمانينات نظرا لجرأته وطرحه موضوعا إجتماعيا حارقا ، عالجه بطريقة أخلاقية صارمة ، وتركه معلقا فوق ضمائرنا نحاول أن نجيب عليه ، معتمدا على المقولة الشهيرة التي تقول " الفن الحقيقي هو الفن الذي يعرف كيف يطرح السؤال دون أن يضطر لوضع الجواب .
أفلام عاطف الطيب
1982 الغيرة القاتلة
1983 سواق الأتوبيس
1984 التخشيبة
1985 البريء
1986 ملف في الآداب
1986 حب فوق هضبة الهرم
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق