الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

بانوراما أخبار العرب الثقافية - البرادعي

بانوراما أخبار العرب الثقافية
يحررها : بدرالدين حسن علي
زمن الخداع للبرادعي
لا أجد سوى هذا الكتاب الذي صدر حديثا عن دار الشروق المصرية للطباعة والنشر وباللغتين العربية والإنكليزية ولغات أخرى للعالم المصري الحائز على جائزة نوبل للسلام دكتور محمد البرادعي لكي أقدمه للقراء تنمية لثقافة الإطلاع والمعرفة لقضية هامة تفرض نفسها في الوقت الراهن وهي قضية الطاقة الذرية ، ويخطيء من يظن أنها قضية لا
تهمنا ،بل العكس تماما أنها تهمنا منذ ان تم اتهام صدام حسين بامتلاك السلاح النووي مما دفع بالولايات المتحدة لغزو العراق ، ثم تبين فيما بعد أنه لا يوجد أي سلاح نووي في العراق !!!!!!!!
أهدى البرادعي كتابه لحفيدته مايد ويحكي فيه قصة 12 عاما قضاها مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ،والسلاح النووي يمكن استخدامه للتدمير ويمكن أيضا استخدامه للأغراض السلمية مثل علاج مرض السرطان الفتاك وتوليد الطاقة .

في كتابه " زمن الخداع " يستدعي البرادعي الأعوام من 1997 حتى 2009 ليبوح بما لم يقله من قبل عن علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية خاصة إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش وعن محادثاته مع إيران وقادة الدول الأخرى . ..

يستدعى البرادعى الذاكرة، فتجود بتفاصيل دقيقة عن عشاء فى بغداد عشية حرب مدمرة وغير مبررة، بل غير قانونية، ومكتب فى طهران ليس به من الفخامة من شىء يدخله المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية لإيران ليتحدث عن حق بلاده فى تطوير التكنولوجيا النووية، ولقاء مع وزير الكهرباء والطاقة المصرى حسن يونس يفصح فيه البرادعى، بحياد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقلب المواطن المصرين، خشية من غياب للرؤية فى حديث يبدو حماسيا أكثر مما يبدو واقعيا عن برنامج نووى مصرى، ولقاء مع أسطورة العناد العسكرى آرييل شارون الذى لا يأبه لشىء سوى لما يراه أمن إسرائيل، وغرفة بائسة وباردة فى بيونج يانج وخيمة القذافى الشهيرة ــ وقبل هذا وبعده مكتبه فى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا حيث عقد اجتماعات لا نهائية بحثا عن تسويات سلمية لخلافات نووية، وأحيانا أيضا منزله الصيفى فى الإسكندرية، حيث كثيرا ما تخللت إجازته العائلية مكالمات هاتفية من هذا الرئيس أو ذاك، وهذا السفير وذاك، لمناقشات حول اتفاقات يسعى البرادعى لإبرامها لابعاد شبح المواجهة التى كثيرا ما تلح على منطقة الشرق الأوسط . .

المرواغة

يتحدث البرادعى بلا تردد عن ضغوط تعرض لها هنا وهناك، مراواغات واجهته وإحباطات توالت عليه، وعلى لحظات انتصار الدبلوماسية على شبح الحرب ولحظات استمساك بعقيدة الأمن الانسانى وحق البشرية فى عالم أكثر آمنا ــ وبالتأكيد عن لحظة الحصول على جائزة نوبل للسلام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2005.

فى كتابه «زمن الخداع» يرفع البرادعى الستار للقارئ عن كواليس السياسة الدولية فى أشد لحظات التعقيد وأوضح لحظات التآمر، فيسرد بصورة واثقة، لا تخلو من طرافة الحكى، ولكن دوما بدقة التعبير عن سنوات تنقل فيها بين العراق وإيران وليبيا وكوريا الشماليةوغيرها.

ليست هناك تعليقات: