بانوراما أخبار العرب الثقافية
يحررها : بدرالدين حسن علي
جـمال البنـا يقول : الإسلام ضد إقامة دولة إسلامية
أجرت صحيفة الأهالي المصرية حوارا ساخنا مع المفكر الإسلامي جمال البنا شقيق القائد الأخواني ومؤسس حركة الأخوان المصريين في مصر الشيخ حسن البنا ، الحوار في غاية الأهمية ، وذلك لقوة الأسئلة وجرأة البنا وردوده الصريحة الواضحة والتي قطعا ستغضب الكثيرين من الأخوان المسلمين خاصة في الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية ، بل الثورات العربية في عدد من الدول العربية الإسلامية ، وما قاله البنا يقع في صميم إهتمامات هذه الصفحة : حركة التنوير الثقافي في جميع المجالات .
سألته الأهالي : ما رأيك في دور رجال الدين في السياسة وهو الدور الذي بدأت تظهر ملامحه في الفترة الأخيرة؟
أجاب قائلا : الدين رسالة هداية من خلال الكلام، ورجال الدين ليس لهم أن يعملوا بالسياسة أبدا، فالسياسة تنتهي إلي الحكم والحكم ينتهي إلي السلطة مجمع الإغراءات وفيها كل البلاوي .
وسألته الأهالي : كيف تري تواجد قوي «للإسلاميين» علي الساحة؟
ما أفزعني مشهد التحرير عندما جا ء القرضاوي ليؤم الناس وكثرة الصلوات التي صلوها من غائب، وجمع وغيرها وكأننا جئنا فقط للصلاة، وأري أننا في مصر لدينا المقوم الإسلامي في مصر قوي جدا ليس لأنه إسلام بل لأنه «دين» فالديانة المصرية أيضا كانت قوية جدا أيام الفراعنة والكنيسة القبطية أيضا، ولكن كيف يتعامل الإسلام في السياسة هذا هو الأهم، ففتح المدينة جاء بتعليم القرآن لا بالسيف .
إذن اختلف الإخوان المسلمون عن بداية تأسيس الجماعة علي يد شقيقك حسن البنا؟
نعم تمام الاختلاف فبعد مرحلة انطلقوا بكل عنفوان التضييق السابق ومشكلتهم أنهم منظمون وهذا التنظيم له ثمن علي حساب التنظير ولا يمكن الجمع بين التنظيم والتنظير فالبنا كان يفعل كل شيء كعمل ميداني .
وما سبب الدخول في السياسة بهذا الشكل إذن؟
أي هيئة إذا زادت وكبرت لابد أن تبلي «بالسياسة» ولا مناص من التعامل معها رغم أن سلسلة مقالات البنا كانت ضد السياسة مثل «ألا قاتل الله السياسة»، «نحن وطنيون ولسنا سياسيين»، ولو كانوا يريدون السياسة لأسسوا حزبا عام 1946 وقد كانت أكبر هيئة وقتها ودخلت في صراع مع الوفد ، حسن البنا كان ديمقراطيا بمعني الكلمة ورضي بالليبرالية .
وسألته الأهالي : ما رأيك فيمن ينادي بتطبيق الشريعة الإسلامية؟
تطبيق الشريعة هو السراب النبيل الذي ضلل الإخوان لأنهم لا يفهمون معني هذا التطبيق والذي في اعتقادي لا يأتي من الحكومة وإلا تحولنا للسعودية أو طالبان، الشريعة هي العدل وهناك عالم حنبلي اسمه بن قيم الجوزية قال «حيثما يكون العدل فثم شرع الله»، فالشريعة قد تكون مطبقة في بلد يرفع علم الصليب ولا تكون في بلد يرفع علم لاإله إلا الله
هل هناك تأصيل في القرآن أو السنة للدولة الدينية الإسلامية؟
لا يوجد ، فالإسلام ضد إقامة دولة إسلامية، والتي رأيناها لمدة 25 عاما أيام حكم الرسول وأبوبكر وعمر وجاء معاوية ليحولها إلي ملك وراثي وكان أسوأ أنواع الحكم حتي حلها مصطفي كمال أتاتورك، أيضا المسيحية عندما أرادت عمل دولة تحولت من ديانة محبة وصفح إلي محكمة تفتيش .
هل تؤيد ترشيح شخص غير مسلم لرئاسة مصر؟
أؤيد طبعا لو كان الأكفأ حتي لو غير مسلم لأن الدين يخصه بمفرده وما يخصه شعبه هو العدل والكفاءة. وقال ابن تيمية: إن الحاكم الكافر العادل أفضل من الحاكم المسلم الظالم.
وسألته الأهالي : ما رأيك في السلفيين ؟
هم جماعة تريد أن يصبح وجههم في ظهورهم لينظروا خلفهم ونجاحهم أحيانا بين الجمهور لأنهم يدغدغون مشاعر الناس ويروون لهم روايات عتيقة عن الفقهاء والأئمة مخلوطة بأحاديث غير حقيقية وأفكارهم تحمل طابع التشدد وتدينهم طقوسي .
وسألته الأهالي : وكيف تري الدعوة لفصل الدين عن السياسة؟
- كلمة سياسة كلمة عامة مثل كلمة «وطنية» وتعني وضع القواعد الكبيرة، أؤيد فصل الدين عن السلطة نفسها فأنا مثلا أقبل وجود إخوان مسلمين في مجلس الشعب ولا أقبلهم في السلطة التنفيذية.
ما رأيك في فتاوي السلفيين قبل الثورة بأن الخروج عن الحاكم حرام شرعا؟
- أجد هذه الفتوي تخص عقيدتهم في الأساس فأكبر فصيلة من السلفيين هم الوهابية «جمعية أنصار السنة المحمدية» ومنهم الشيخ محمد حسان دعوتهم أساسا جاءت علي وفاق بين الشيخ والحاكم فمحمد بن عبدالوهاب والأمير سعود كلاهما اتفق علي استخدام الدين لأهدافهما.
هل الإسلام ظلم المرأة؟
- الإسلام حرر المرأة وأعطاها الكثير من الحقوق ولكن المجتمعات العربية لم تكن مهيأة لتقدم ذلك ، بجانب أن مدة النبوة كانت صغيرة مما أدي لتخلف المرأة باسم الإسلام فمثلا الشيوخ يعطونها حقها بشروط كثيرة هي ليست في الإسلام.
الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق