بانوراما أخبار العرب الثقافية
يحررها : بدرالدين حسن علي
أين أدب الحوار يا الطيب مصطفى ؟
عن زمن الرويبضة ومن هو الرويبضة ؟
تورنتو :بدرالدين حسن علي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"سيأتي على الناس سنوات خداعات ،يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة " .
قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " .
وقال اللغوي ابن منظور :" الرويبضة هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها ، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لربوضه في بيته ، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة " .
يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أمورا ستصير في مستقبل الأيام وهي حاصلة في واقعنا
المعاصر ، منها أن يتمكن التافه من الكلام ، وكأن الأصل ألا يتكلم إلا العاقل الحكيم ، ومما يزيد المشكلة عمقا ومساحة أن يكون هذا وأمثاله ممن يتناول أمور الجماهير ويساهم في تضليل الرأي
العام ، وتوجيه العامة إلى مستوى طرحه كتابة قاعد متقاعس ، أو على ضعفهم فوسد أمرهم
لرويبضة .
يصف الرسول صلى الله عليه وسلم الزمن الذي يصول فيه الرويبضة بالسنوات الخداعات ، ذلك لأن الأمور تسير خلاف القاعدة ، فالصادق يكذب والكاذب يصدق ، والأمين يخون والخائن يؤتمن ، والصالح يكمم والتافه الرويبضة يمكن .
هذا الحديث لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام مضت .
فهل نحن في زمن الرويبضة ؟؟؟؟؟
ظللت أتابع باهتمام شديد كتابات الأخ الطيب مصطفى الذي قيل لي أنه خال الرئيس عمر البشير ، وذلك من خلال زاوية " زفرات حرى " بصحيفة الإنتباهة وتصريحاته كرئيس لمنبر السلام العادل ، كما أتابع كتابات صحفيين أقدرهم وأعزهم جدا وهم يصفون صحيفة الإنتباهة ب " كانجورا " وهو اسم الصحيفة الرواندية التي كانت سببا في إشعال الحرب الأهلية في رواندا بين الهوتو والتوتسي عام 1994 ، والتي راح ضحيتها زهاء 800000 رواندي ، وكلمة " كانجورا تعني " الإنتباهة " .
ولكني لاحظت هجوم الطيب مصطفى على ياسر عرمان ووصفه ب " الرويبضة " ووصف هؤلاء للإنتباهة ب " كانجورا " والفرق بينهما ، فالوصف الثاني هو بمثابة هجوم على صحيفة أما الأول فهوهجوم على شخص ، ومهما اختلفنا في الرأي فلا بد أن نحتكم لمقولة "أختلف معك في الرأي ولكني على استعداد أن أدفع حياتي ثمنا في الدفاع عن رأيك " . أم يا ترى هذا أصبح في الزمن الماضي ؟؟؟
أنا أعرف ياسر عرمان لأكثر من أربعين عاما ، وكثيرا ما اختلفت معه ، ولكني دائما كنت أجده ذلك الرجل الصادق المهذب الخلوق الشجاع القوي المدافع عن حقوق الضعفاء والمهمشين ، فكنت ازداد احتراما له ولذهنه وعقليته المتفتحة ، أما معرفتي للطيب مصطفى فقد بدأت عندما تم تعيينه مديرا للتلفزيون السوداني ، وكانت لي علاقة شخصية بمعظم مدراء التلفزيون السابقين وأذكر على سبيل المثال محمد طاهر ، أحمد الزين صغيرون ، التجاني الطيب ، حسن عبدالرحمن وجميعهم أداروا التلفزيون بشفافية شديدة يحسدون عليها ، وعندما تسلمه الطيب مصطفى بدأت أتلقى مكالمات هاتفية شبه يومية من أخوان واخوات لي في التلفزيون وخارجه يشتكون من حال التلفزيون ، وغالبا ما تنتهي المحادثة بالبحث لهم عن وظيفة في كندا هربا من الطيب مصطفى !!!!!!
عزيزي الطيب مصطفى
أنا حتى الآن لم أقابلك ولم تنشأ بيننا معرفة _ بينما أنا أعرف ياسر عرمان جيدا ، وفي كل قراءاتي لما تكتبه لم تكن بدواعي الكراهية وإنما فقط لمعرفة الرأي والرأي الآخر ، وبلاش شتائم والتقليل من الخصوم ، قل رأيك ودعنا نحكم ، هل هذا كثير ؟؟؟؟؟
الجمعة، 21 يناير 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق