بانوراما أخبار العرب الثقافية
يحررها : بدرالدين حسن علي
الطاهر وطار قمة أدبية مرموقة وفاكهة لا مثيل لها
زرت الجزائر ثلاث مرات ، وفي كل مرة أزورها كان لا بد أن أقابله وهو رجل مرح بشكل لا يمكن أن يوصف ، بل يخيل لي أنه كان يضحك 25 ساعة في اليوم ، وقد أدمن مناداتي ب " يازول " وكنت أيضا لا أملك إلا أن أضحك ، فقد كان يقولها لي بلهجته الجزائرية والتي أحيانا لا أستطيع فهمها ، وهو كان يعرف ذلك دون أن أصارحه خوفا من غضبه ، لذا كان يميل كي يحدثني باللغة العربية الفصحى التي كان يجيدها ، وعندما أبادله الحديث باللغة العربية الفصحى يضحك ويقول لي " يازول إنتم عرب ؟ " فأقول له من هذه الناحية نعم ولكن هل أنتم عرب ؟ فيعطيني درسا في القومية العربية لا أملك إلا أن أتقبلها بناء على نصيحة والدي – رحمه الله - الذي كان يحب الجزائر والشعب الجزائري كثيرا .
سجي جثمان الكاتب الجزائري الطاهر وطار، الذي توفي الخميس 12 أغسطس عن 74 عاما بعد صراع مع المرض، في قصر الثقافة بالجزائر العاصمة حيث تم القاء النظرة الاخيرة عليه بحضور شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية.
.
.
عمله في الصحافة
• عمل في الصحافة التونسية: لواء البرلمان التونسي والنداء التي شارك في تأسيسها, وعمل في يومية الصباح، وتعلم فن الطباعة.
• أسس في 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة.
• أسس في 1963 أسبوعية الجماهير بالجزائر العاصمة أوقفتها السلطة بدورها.
• في 1973 أسس أسبوعية الشعب الثقافي وهي تابعة لجريدة الشعب, أوقفتها السلطات في 1974 لأنه حاول أن يجعلها منبرا للمثقفين اليساريين.
عمله السياسي
من 1963 إلى 1984 عمل بحزب جبهة التحرير الوطني عضوا في اللجنة الوطنية للإعلام مع شخصيات مثل محمد حربي, ثم مراقبا وطنيا حتى أحيل على المعاش وهو في سن 47. شغل منصب مدير عام للإذاعة الجزائرية عامي 91 و1992 عمل في الحياة السرية معارضا لانقلاب 1965 حتى أواخر الثمانينات. اتخذ موقفا رافضا لإلغاء انتخابات 1992 ولإرسال آلاف الشباب إلى المحتشدات في الصحراء دون محاكمة, ويهاجم كثيرا عن موقفه هذا,. كرس حياته للعمل الثقافي التطوعي وهو يرأس ويسير الجمعية الثقافية الجاحظية منذ 1989 وقبلها كان حول بيته إلى منتدى يلتقي فيه المثقفون كل شهر.
نال جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية لعام 2005
حياة الطاهر وطار هي نضال ضد الإستعمار الفرنسي وضد التوجهات الرجعية السلفية مهما تدثرت وتغطت بأشكالها المعروفة .
وجميع أعماله الروائية والأدبية تعكس هذه النظرة .. خذوا مثلا روايته " الشهداء يعودون هذا الأسبوع " وعندما يشعر الشهداء العائدون وكأن تضحياتهم كانت بلا معنى ، وفي روايته " اللاز " عن ذلك المناضل الذي في داخله شعار إما الذبح وإما التنكر لمبادئه ، فيختار التمسك بمبادئه مفضلا أن يموت من أجلها .
ثم كانت روايته " العشق والموت في الزمن الحراش " عن الثورة الزراعية وفي روايته " الشمعة والدهاليز " ورفضه للعنف .
الطاهر وطار هو تجسيد لمسيرة الثورة الجزائرية ذات نفسها ، ويبقى علينا أن نقرأه من هذا المنظور ، وأن نحتفي به دائما باعتباره نموذجا للجزائري المناضل من أجل حرية واستقلال بلده .
.
الجمعة، 21 يناير 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق