الجمعة، 21 يناير 2011

بانوراما أخبار العرب الثقافية
يحررها : بدرالدين حسن علي

الجديد في مهرجان تورنتو السينمائي
الإفتتاح 9سبتمبر و فيلمان من كوريا
ومهرجان نيويورك السينمائي 24 /9

بدأ العد التنازلي لمهرجان تورنتو السينمائي في دورته ال 35 ، حيث من المقرر أن يكون الإفتتاح في التاسع من سبتمبر ، ولأول مرة ستشهد هذه الدورة مشاركة فيلمين كوريين هما " خادمة " و" رأيت الشيطان "
مهرجان تورنتو يعتبر من اشهر المهرجانات السينمائية في امريكا الشمالية ، وكثيرة هي مهرجانات السينما العالمية ، فهناك مهرجان السينما في كان – البندقية – تورنتو- سان سباستيان – نيويورك- روتردام –برلين لوكرانو ولندن ، وجرى العرف أن يكون مهرجان تورنتو إنطلاقة أفلام
الأوسكار الأمريكية ، والسبب الرئيسي لكون مهرجان تورنتو يمثل مكانا بارزا في الساحة السينمائية لعدم وجود مهرجان سينمائي جيد داخل أمريكا نفسها ، حتى أصبح ضمن الخمسة الكبار وهم " سندانس ، برلين ، كان ، البندقية وتورنتو " .
ويستمد مهرجان تورنتو نجاحه وسمعته العالمية من جمهوره المتزايد كل عام ، إن مهرجان تورنتو ساعد كثيرا في خلق سينما كندية إنكليزية محترمة للغاية .
ومنذ الآن ينتظر الجمهور لكي يعرف أفضل فيلم كندي قصير ، وأفضل فيلم روائي كندي ، وأفضل فيلم كندي ، هذا الجمهور المتزايد يهتم أيضا بالجوائز ، وأذكر في العام الماضي صفق الجمهور طويلا لكل أقسام الجوائز مثل " ديسكفري " – الإبتكار الفني – النقاد الدولية ، هذا بالإضافة إلى المحاضرات والمقابلات والندوات وحضور كبار السينمائيين العالميين والكثير الكثير الذي لا يمكن حصره في هذه العجالة ، ولكن من المهم جدا التنويه لدور الصافة الكندية .
كل تلك العروض جعلت من مهرجان تورنتو السينمائي من أهم المهرجانات السينمائية ، إذ يتوفر ما لا يقل عن أربعمائة فيلم من أفضل أفلام السنة وأهمها ، مثل الأفلام الفائزة بالسعفة الذهبية والكاميرا الذهبية وأفضل ممثل وأفضل مخرج في مهرجان كان والبندقية وأفلام ستفوز بجوائز الأوسكار والغولدن غولب والبافتا .
ولا أحد ينكر الدور المتنامي للسينما الكورية خاصة السينما الكورية الجنوبية والتي من أهم أحداثها هذا العام فوز الفيلم الكوري الجنوبي " ها ها ها " بجائزة " نظرة خاصة " في مهرجان كان السينمائي الأخير ، وفيلم ها ها ها هو عبارة عن ذكريات صديقين الأو ل مخرج والثاني ناقد سينمائي يكتشفان من خلال الحديث عن ماضيهما أنهما عاشا التجربة نفسها في قرية ساحلية جنوب البلاد ، ومخرج الفيلم إستعمل تقنية الفلاش باك ومشاهد بالأبيض والأسود للمزج بين الحاضر والماضي وذلك في قالب كوميدي وهو ما يفسر عنوان الفيلم " ها ها ها " .
مهرجان نيويورك السينمائي


ومن المقرر ان يفتتح مهرجان نيويورك السينمائي في الرابع والعشرين من سبتمر الحالي .
ويتصدر ايستوود - البالغ من العمر 80 عاما- عدة مخرجين عجائز اختيرت افلامهم ايضا للمشاركة في المهرجان من بينهم الفرنسي المخضرم جان لوك جودار (79 عاما) الذي سيعرض فيلمه "فيلم الاشتراكية" وكذلك فيلم "عام اخر" للمخرج مايك لايت (67 عاما) والذي يستعرض اربعة مواسم في حياة رجل وامرأة متزوجين منذ زمن طويل.

ومن المتوقع أن فيلما جديدا من اخراج كلينت ايستوود وبطولة مات ديمون سيعرض في ختام مهرجان نيويورك السينمائي .
وفيلم ايستوود "الاخرة" -الذي تشارك فيه ايضا الممثلة البلجيكية سيسيل دو فرانس وكتبه بيتر مورجان- هو جزء من 28 فيلما روائيا اعلن عن مشاركتها في المهرجان الذي يبدأ في 24 سبتمبر ويستمر 17 يوما.
ويعود المخرج البرتغالي مانويل دي اوليفير الى المهرجان بفيلم "القضية الغريبة لانجليكا" بالاضافة الى المخرج راؤول رويز الذي يشارك بفيلم "أسرار لشبونة".
ومهرجان نيويورك السينمائي - الذي يركز بشكل تقليدي على فن السينما في هوليوود - تزخر لياليه بالنجوم ويعرض افلاما اقل من المهرجانات الاخرى وافلاما تسجيلية من اكثر من عشر دول مختلفة.



.





بانوراما أخبار العرب الثقافية
يحررها : بدرالدين حسن علي

الجديد في مهرجان تورنتو السينمائي
الإفتتاح 9سبتمبر و فيلمان من كوريا
ومهرجان نيويورك السينمائي 24 /9

بدأ العد التنازلي لمهرجان تورنتو السينمائي في دورته ال 35 ، حيث من المقرر أن يكون الإفتتاح في التاسع من سبتمبر ، ولأول مرة ستشهد هذه الدورة مشاركة فيلمين كوريين هما " خادمة " و" رأيت الشيطان "
مهرجان تورنتو يعتبر من اشهر المهرجانات السينمائية في امريكا الشمالية ، وكثيرة هي مهرجانات السينما العالمية ، فهناك مهرجان السينما في كان – البندقية – تورنتو- سان سباستيان – نيويورك- روتردام –برلين لوكرانو ولندن ، وجرى العرف أن يكون مهرجان تورنتو إنطلاقة أفلام
الأوسكار الأمريكية ، والسبب الرئيسي لكون مهرجان تورنتو يمثل مكانا بارزا في الساحة السينمائية لعدم وجود مهرجان سينمائي جيد داخل أمريكا نفسها ، حتى أصبح ضمن الخمسة الكبار وهم " سندانس ، برلين ، كان ، البندقية وتورنتو " .
ويستمد مهرجان تورنتو نجاحه وسمعته العالمية من جمهوره المتزايد كل عام ، إن مهرجان تورنتو ساعد كثيرا في خلق سينما كندية إنكليزية محترمة للغاية .
ومنذ الآن ينتظر الجمهور لكي يعرف أفضل فيلم كندي قصير ، وأفضل فيلم روائي كندي ، وأفضل فيلم كندي ، هذا الجمهور المتزايد يهتم أيضا بالجوائز ، وأذكر في العام الماضي صفق الجمهور طويلا لكل أقسام الجوائز مثل " ديسكفري " – الإبتكار الفني – النقاد الدولية ، هذا بالإضافة إلى المحاضرات والمقابلات والندوات وحضور كبار السينمائيين العالميين والكثير الكثير الذي لا يمكن حصره في هذه العجالة ، ولكن من المهم جدا التنويه لدور الصافة الكندية .
كل تلك العروض جعلت من مهرجان تورنتو السينمائي من أهم المهرجانات السينمائية ، إذ يتوفر ما لا يقل عن أربعمائة فيلم من أفضل أفلام السنة وأهمها ، مثل الأفلام الفائزة بالسعفة الذهبية والكاميرا الذهبية وأفضل ممثل وأفضل مخرج في مهرجان كان والبندقية وأفلام ستفوز بجوائز الأوسكار والغولدن غولب والبافتا .
ولا أحد ينكر الدور المتنامي للسينما الكورية خاصة السينما الكورية الجنوبية والتي من أهم أحداثها هذا العام فوز الفيلم الكوري الجنوبي " ها ها ها " بجائزة " نظرة خاصة " في مهرجان كان السينمائي الأخير ، وفيلم ها ها ها هو عبارة عن ذكريات صديقين الأو ل مخرج والثاني ناقد سينمائي يكتشفان من خلال الحديث عن ماضيهما أنهما عاشا التجربة نفسها في قرية ساحلية جنوب البلاد ، ومخرج الفيلم إستعمل تقنية الفلاش باك ومشاهد بالأبيض والأسود للمزج بين الحاضر والماضي وذلك في قالب كوميدي وهو ما يفسر عنوان الفيلم " ها ها ها " .
مهرجان نيويورك السينمائي


ومن المقرر ان يفتتح مهرجان نيويورك السينمائي في الرابع والعشرين من سبتمر الحالي .
ويتصدر ايستوود - البالغ من العمر 80 عاما- عدة مخرجين عجائز اختيرت افلامهم ايضا للمشاركة في المهرجان من بينهم الفرنسي المخضرم جان لوك جودار (79 عاما) الذي سيعرض فيلمه "فيلم الاشتراكية" وكذلك فيلم "عام اخر" للمخرج مايك لايت (67 عاما) والذي يستعرض اربعة مواسم في حياة رجل وامرأة متزوجين منذ زمن طويل.

ومن المتوقع أن فيلما جديدا من اخراج كلينت ايستوود وبطولة مات ديمون سيعرض في ختام مهرجان نيويورك السينمائي .
وفيلم ايستوود "الاخرة" -الذي تشارك فيه ايضا الممثلة البلجيكية سيسيل دو فرانس وكتبه بيتر مورجان- هو جزء من 28 فيلما روائيا اعلن عن مشاركتها في المهرجان الذي يبدأ في 24 سبتمبر ويستمر 17 يوما.
ويعود المخرج البرتغالي مانويل دي اوليفير الى المهرجان بفيلم "القضية الغريبة لانجليكا" بالاضافة الى المخرج راؤول رويز الذي يشارك بفيلم "أسرار لشبونة".
ومهرجان نيويورك السينمائي - الذي يركز بشكل تقليدي على فن السينما في هوليوود - تزخر لياليه بالنجوم ويعرض افلاما اقل من المهرجانات الاخرى وافلاما تسجيلية من اكثر من عشر دول مختلفة.



.
09 فبراير, 2008
سياحة في عقل صعلوك مستهتر
سينما الأمس .......سينما اليوم
أراد أن يخرج فيلما سينمائيا فأخرج شيئا من قفاه

لم أشاهد الفيلم المصري " عيال حبيبة " للمخرج أحمد عبدالله ، كما لم أشاهد فيلمه الآخر " عليا الطرب بالثلاثة " ، وأظن أنني محظوظ جدا بحرماني من المشاهدة ، فأنا بطبعي لا أحب مشاهدة الأفلام الساقطة للمخرجين الساقطين ، كما أكره كثيرا الممثلين السيئين الذين جاءوا إلى السينما من الأبواب الخلفية وفي غفلة من الزمان ، أولئك الذين يمكن أن يبيعوا كل شرفهم من أجل حفنة دولارات ، وسينما المقاولات والتهريج والإضحاك المقزز قد إنتهى عهدها وحلت محلها سينما محترمة ، سينما تقول شيئا مفيدا ، سينما تدعوك على إعمال عقلك ومعرفة ما يجري حولك ، بل تدعوك للإنتفاض والثورة من أجل تغيير كل ما هو سالب في حياتنا ، والسينما المصرية زاخرة جدا بمثل هذه الأفلام التي أنارت طريق المشاهد المصري والعربي بل ومشاهدي السينما في العالم أجمع .
أميرة الطحاوي كاتبة مصرية ، كان أول مقال أطالعه لها في " سودانايل " عندما إستعرضت كتاب أخي وصديقي فتحي الضو المعنون " السودان- سقوط الأقنعة " ، وأذكر جيدا في إحدى مكالماتي الهاتفية مع فتحي قلت له يبدو أن ألطحاوي ذات أفق ثقافي واسع وعلينا أن نهتم بها ونسعى للتعرف عليها وتمليكها بعض الحقائق عن السودان ، وإذا بي أفاجأ الأسبوع الماضي بمفالها الثاني لي في " سودانايل " بعنوان " العنصريون الجدد في السينما المصرية " تطرقت فيه إلى الفيلمين المشار إليهما أعلاه ووصفت كلاهما أنهما من نوع الأفلام الفضيحة والإضحاك المفتعل ، وهذا ليس أمرا غريبا فالسينما المصرية فيها القمم الخالدة وفيها أيضا الأفلام الهابطة ، إلا أن أخطر ما جاء في مقالها عن الفيلمين النزعة العنصرية المتجذرة والمترسخة في عقلية هذا المخرج النكرة .
السخرية من أصحاب البشرة السوداء
في الفيلم الأول إتخذ المخرج من لون أحد الممثلين - " سليمان عبدالعظيم " وهو يؤدي دور شاب أسود اللون – مثارا للسخرية وإهانته عمدا لأصحاب البشرة السوداء ، وأوردت الطحاوي في مقالها ما كتبه الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي وإستنكاره الشديد للفيلم ، وما جاء فيه من مشاهد أشعرته بقدر لا ينكر من الإشمئزاز من تلك السخرية ، وقال تحديدا أنها سخرية سوقية وصبيانية لا تليق فكريا ولا إنسانيا لأنها تصل إلى حد إزدراء صاحب البشرة السوداء ، ووصفها بأنها سابقة خطيرة لا يدري كيف تجاوزت عنها الرقابة .
وأوردت الطحاوي أيضا جزءا مما كتبه الناقد المصري أحمد يوسف والذي بدوره وصف الفيلم بالفضيحة ، وأنها نفس تلك الضحكات العنصرية المريضة من أصحاب البشرة السوداء ، التي أصبحت علامة مسجلة في الأفلام المصرية الأخيرة ، مشيرا إلى أفيهات مثل " الناس دي إتحرقت قبل كده !!!! ووصف الأمر بأنه يجعلك تبوس أيدي صناع الفيلم لأنك لا تريد أن تضحك وليذهب هذا النوع من الكوميديا إلى الجحيم .
هذا يحدث في مصر " الشقيقة ّّّ!!!!
هذا عن عام 2005 ، وفي العام 2006 عرض لذات المخرج النكرة فيلمه الثاني المشار إليه سابقا ، وفيه يقبل ممثل أسود البشرة على مجموعة من الحالسين فيصيح الممثلون " أهوه الفحم وصل !!!!!!!!!!!!" ، فيضج الجميع بالضحك ، ولم يستح أو يخجل صناع الفيلم من أن يطلقوا على الممثل إسم " نصر السوداني " مقرونا بصفة الريحه الوسخة ، وهو يرتدي الزي القومي السوداني من جلابية وعمة وملفحة !!!! وأن الجملة المقززة " نصر السوداني أبو الريحة الوسخة تتدفق بلا حياء على لسان أكثر من نجم عندما يظهر هذا السوداني لتمثل إحدى مرتكزات الفيلم الفكاهية .
ولكن أحمد عبدالله ليس وحده ، فقد إنضمت له المخرجة إيناس الدغيدي التي سيعرض لها قريبا فيلمها " ما تيجي نرقص " ويحتوي على عبارات مشابهة للفيلمين السابقين ، أستخدمت للدعاية للعمل ، حيث تستظرف الممثلة هالة صدقي وتقول أنها كانت مخطوبة لكوفي عنان – وتنطفها قوفي !!- وفسخت الخطوبة لأن لونه غامق !!!!!!!!!
طبعا لا شيء يمكن أن يشعرك بالحنق والقرف والتبول على مثل هكذا أفلام تعرض في جميع دور العرض السينمائية المصرية وربما العربية أيضا ، ويشاهدها مصريون بعضهم بسطاء يتشكل في وعيهم صورة سخيفة للإنسان الأسود ، وبأتي هذا في زمن تصاعدت فيه شعارات حقوق الإنسان التي تمنع منعا باتا وتحاكم بالسجن أية إتجاهات لقذف الآخر في لغته أو دينه أو ثقافته أو لونه أو عرقه ، ولا يستطيع أيا من كان أن يجد العذر لمثل هذه الأعمال الهابطة المسيئة ، فهناك جهاز في جميع بلدان العالم يسمى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ، ومهمة هذا الجهاز بالدرجة الأولى حماية حقوق البشر من الفنانين المتصعلكين المتعنطسين الذين يهددون المباديء الأساسية للسلم وإحترام الآخر .
ولا يستطيع أيا من كان أن يجد العذر لجهاز الرقابة المصرية في تمريرها لمثل هكذا أفلام وبالتالي هي مشتركة بالكامل في مثل هذه الجرائم البشعة المدمرة ، وهي بذلك إنما تشجع الآخرين على حذو نفس الطريق ، ونعيش بالتالي في غابة يحكمها الحمقى وألأغبياء والموتورين والمنفلتين ويصبح الآخرون هم الجحيم ّ!!!
هناك آلاف القضايا التي تهم الإنسان المصري والتي يمكن أن تتناولها السينما المصرية مثلما فعلت تلك الأفلام الخالدة والتي ما تزال تعيش في وجدان الناس ويخلدها التاريخ عبر العصور ، وهي ذات الأفلام التي عرف العالم من خلالها الإنسان المصري وثبتت مكانته بين شعوب العالم ، وعلى الأقل ينبغي أن يشعر أمثال هؤلاء الحمقى بالخزي والعار لأنهم يهدمون تلك القيم الإنسانية الجميلة التي تركها لنا الأسبقون ، وعلى جهاز الرقابة المصرية أن يشعر هوالآخر أيضا بالخزي والعار لأنه تحول إلى جهاز مفسدة وليس رقابة ، وأذكر جيدا عندما كنت أعمل في راديو و تلفزيون العرب بالقاهرة كان أكثر ما يهم مالكها الشيخ صالح عبدالله كامل هو جهاز الرقابة على الأفلام وكان يسائلني شخصيا عن أي فيلم يخدش أو يلمس بأطراف الأصابع القيم الأخلاقية والدينية والإجتماعية وغيرها ، فما بالك بجهاز رقابة بحجم الجهاز المصري ، وما يؤلم حقا أن الفيلم يبقى بنسخته الأصلية الملطخة لسمعة البلد المنتج .
السودانيون لهم حكمة متداولة تقول " العارف عزو مستريح " ونحن يا ولدي يا حمودي عارفين عزنا ومستريحين ولكن الطامة الكبرى في أن أحمد عبدالله أراد أن يخرج فيلما سينمائيا فأخرج شيئا من قفاه !!!!!!!!!!!!!!
كلمة أخيرة
قال حسين شريف وئيس تحرير جريدة الحضارة بأن المصريين أجبرونا على النزول إلى ميدان المقارعة بما كانوا يتبحثون من سخطنا وينتقصون من حقنا طوال هذه المدة التي تجرعنا في خلالها من الإساءة كؤوساً مرة تحملنا من الإهانة ما ينوء بالعصبة أولى القوة مراعاة لعهود الجوار وذمم الإخاء." ويفصل حسين شريف ذلك بقوله أن الصحافة المصرية قد صورت السودانيين "بأ قبح صور وأشنع حالة. وأنزلونا إلى مقام الهمج والعبيد ومتوحشي الزنوج وقالوا إن بلادنا منبع الجهل وقرارة التوحش ومنبت البربرية وألبسوا كل شئ يختص بنا ثوب الإحتقار والإمتهان."
بانوراما أخبار العرب الثقافية
يحررها : بدرالدين حسن علي
الطاهر وطار قمة أدبية مرموقة وفاكهة لا مثيل لها
زرت الجزائر ثلاث مرات ، وفي كل مرة أزورها كان لا بد أن أقابله وهو رجل مرح بشكل لا يمكن أن يوصف ، بل يخيل لي أنه كان يضحك 25 ساعة في اليوم ، وقد أدمن مناداتي ب " يازول " وكنت أيضا لا أملك إلا أن أضحك ، فقد كان يقولها لي بلهجته الجزائرية والتي أحيانا لا أستطيع فهمها ، وهو كان يعرف ذلك دون أن أصارحه خوفا من غضبه ، لذا كان يميل كي يحدثني باللغة العربية الفصحى التي كان يجيدها ، وعندما أبادله الحديث باللغة العربية الفصحى يضحك ويقول لي " يازول إنتم عرب ؟ " فأقول له من هذه الناحية نعم ولكن هل أنتم عرب ؟ فيعطيني درسا في القومية العربية لا أملك إلا أن أتقبلها بناء على نصيحة والدي – رحمه الله - الذي كان يحب الجزائر والشعب الجزائري كثيرا .



سجي جثمان الكاتب الجزائري الطاهر وطار، الذي توفي الخميس 12 أغسطس عن 74 عاما بعد صراع مع المرض، في قصر الثقافة بالجزائر العاصمة حيث تم القاء النظرة الاخيرة عليه بحضور شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية.
.
.
عمله في الصحافة
• عمل في الصحافة التونسية: لواء البرلمان التونسي والنداء التي شارك في تأسيسها, وعمل في يومية الصباح، وتعلم فن الطباعة.
• أسس في 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة.
• أسس في 1963 أسبوعية الجماهير بالجزائر العاصمة أوقفتها السلطة بدورها.
• في 1973 أسس أسبوعية الشعب الثقافي وهي تابعة لجريدة الشعب, أوقفتها السلطات في 1974 لأنه حاول أن يجعلها منبرا للمثقفين اليساريين.
عمله السياسي
من 1963 إلى 1984 عمل بحزب جبهة التحرير الوطني عضوا في اللجنة الوطنية للإعلام مع شخصيات مثل محمد حربي, ثم مراقبا وطنيا حتى أحيل على المعاش وهو في سن 47. شغل منصب مدير عام للإذاعة الجزائرية عامي 91 و1992 عمل في الحياة السرية معارضا لانقلاب 1965 حتى أواخر الثمانينات. اتخذ موقفا رافضا لإلغاء انتخابات 1992 ولإرسال آلاف الشباب إلى المحتشدات في الصحراء دون محاكمة, ويهاجم كثيرا عن موقفه هذا,. كرس حياته للعمل الثقافي التطوعي وهو يرأس ويسير الجمعية الثقافية الجاحظية منذ 1989 وقبلها كان حول بيته إلى منتدى يلتقي فيه المثقفون كل شهر.
نال جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية لعام 2005
حياة الطاهر وطار هي نضال ضد الإستعمار الفرنسي وضد التوجهات الرجعية السلفية مهما تدثرت وتغطت بأشكالها المعروفة .
وجميع أعماله الروائية والأدبية تعكس هذه النظرة .. خذوا مثلا روايته " الشهداء يعودون هذا الأسبوع " وعندما يشعر الشهداء العائدون وكأن تضحياتهم كانت بلا معنى ، وفي روايته " اللاز " عن ذلك المناضل الذي في داخله شعار إما الذبح وإما التنكر لمبادئه ، فيختار التمسك بمبادئه مفضلا أن يموت من أجلها .
ثم كانت روايته " العشق والموت في الزمن الحراش " عن الثورة الزراعية وفي روايته " الشمعة والدهاليز " ورفضه للعنف .
الطاهر وطار هو تجسيد لمسيرة الثورة الجزائرية ذات نفسها ، ويبقى علينا أن نقرأه من هذا المنظور ، وأن نحتفي به دائما باعتباره نموذجا للجزائري المناضل من أجل حرية واستقلال بلده .






.
بانوراما أخبار العرب الثقافية
يحررها : بدرالدين حسن علي

أين أدب الحوار يا الطيب مصطفى ؟
عن زمن الرويبضة ومن هو الرويبضة ؟
تورنتو :بدرالدين حسن علي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"سيأتي على الناس سنوات خداعات ،يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة " .
قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " .
وقال اللغوي ابن منظور :" الرويبضة هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها ، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لربوضه في بيته ، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة " .
يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أمورا ستصير في مستقبل الأيام وهي حاصلة في واقعنا
المعاصر ، منها أن يتمكن التافه من الكلام ، وكأن الأصل ألا يتكلم إلا العاقل الحكيم ، ومما يزيد المشكلة عمقا ومساحة أن يكون هذا وأمثاله ممن يتناول أمور الجماهير ويساهم في تضليل الرأي
العام ، وتوجيه العامة إلى مستوى طرحه كتابة قاعد متقاعس ، أو على ضعفهم فوسد أمرهم
لرويبضة .
يصف الرسول صلى الله عليه وسلم الزمن الذي يصول فيه الرويبضة بالسنوات الخداعات ، ذلك لأن الأمور تسير خلاف القاعدة ، فالصادق يكذب والكاذب يصدق ، والأمين يخون والخائن يؤتمن ، والصالح يكمم والتافه الرويبضة يمكن .
هذا الحديث لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام مضت .
فهل نحن في زمن الرويبضة ؟؟؟؟؟
ظللت أتابع باهتمام شديد كتابات الأخ الطيب مصطفى الذي قيل لي أنه خال الرئيس عمر البشير ، وذلك من خلال زاوية " زفرات حرى " بصحيفة الإنتباهة وتصريحاته كرئيس لمنبر السلام العادل ، كما أتابع كتابات صحفيين أقدرهم وأعزهم جدا وهم يصفون صحيفة الإنتباهة ب " كانجورا " وهو اسم الصحيفة الرواندية التي كانت سببا في إشعال الحرب الأهلية في رواندا بين الهوتو والتوتسي عام 1994 ، والتي راح ضحيتها زهاء 800000 رواندي ، وكلمة " كانجورا تعني " الإنتباهة " .
ولكني لاحظت هجوم الطيب مصطفى على ياسر عرمان ووصفه ب " الرويبضة " ووصف هؤلاء للإنتباهة ب " كانجورا " والفرق بينهما ، فالوصف الثاني هو بمثابة هجوم على صحيفة أما الأول فهوهجوم على شخص ، ومهما اختلفنا في الرأي فلا بد أن نحتكم لمقولة "أختلف معك في الرأي ولكني على استعداد أن أدفع حياتي ثمنا في الدفاع عن رأيك " . أم يا ترى هذا أصبح في الزمن الماضي ؟؟؟
أنا أعرف ياسر عرمان لأكثر من أربعين عاما ، وكثيرا ما اختلفت معه ، ولكني دائما كنت أجده ذلك الرجل الصادق المهذب الخلوق الشجاع القوي المدافع عن حقوق الضعفاء والمهمشين ، فكنت ازداد احتراما له ولذهنه وعقليته المتفتحة ، أما معرفتي للطيب مصطفى فقد بدأت عندما تم تعيينه مديرا للتلفزيون السوداني ، وكانت لي علاقة شخصية بمعظم مدراء التلفزيون السابقين وأذكر على سبيل المثال محمد طاهر ، أحمد الزين صغيرون ، التجاني الطيب ، حسن عبدالرحمن وجميعهم أداروا التلفزيون بشفافية شديدة يحسدون عليها ، وعندما تسلمه الطيب مصطفى بدأت أتلقى مكالمات هاتفية شبه يومية من أخوان واخوات لي في التلفزيون وخارجه يشتكون من حال التلفزيون ، وغالبا ما تنتهي المحادثة بالبحث لهم عن وظيفة في كندا هربا من الطيب مصطفى !!!!!!
عزيزي الطيب مصطفى
أنا حتى الآن لم أقابلك ولم تنشأ بيننا معرفة _ بينما أنا أعرف ياسر عرمان جيدا ، وفي كل قراءاتي لما تكتبه لم تكن بدواعي الكراهية وإنما فقط لمعرفة الرأي والرأي الآخر ، وبلاش شتائم والتقليل من الخصوم ، قل رأيك ودعنا نحكم ، هل هذا كثير ؟؟؟؟؟
علاء الأسواني في روايته " عمارة يعقوبيان" والجنس عندما يكون بطلا
بقلم : بدرالدين حسن علي
الرواية

الدكتور علاء الأسواني طبيب أسنان مصري كتب عدة روايات من بينها رواية عمارة يعقوبيان – شيكاغو ونيران صديقة إلى جانب عدة أعمدة ومقالات في الصحف المصرية من بينها العربي الناصري – الدستور والشروق الجديد ، كما أنه عضو في حركة كفاية المصرية .
أتم دراسته الثانوية في مدرسة الليسيه الفرنسية في مصر ، ولد في عائلة برجوازية ، كان أبوه محاميا وكاتبا روائيا أيضا ، حصل علاء الأسواني على شهادة الماجستير في طب الأسنان من الولايات المتحدة الأميركية في شيكاجو في جامعة ألينوي ثم شهادة الدكتوراة ومولود في 26 مايو عام1 195.
تقع رواية عمارة يعقوبيان في 326 صفحة من الحجم العادي ، وخصص الكاتب أل 28 صفحة الأولى لسرد معاناته مع ما يسمى بهيئة الكتاب المصرية أو رقابة المطبوعات التي حاولت منع نشر كتبه ، وعرف أخيرا أنه لا توجد هناك هيئة كتاب محترفة مكونة من أساتذة أدب تستطيع الحكم بموضوعية على جودة أو رداءة النص ، بل كانت عبارة عن تشكيل مجموعة من موظفين موصى بهم لزيادة دخلهم ويرأسهم موظف ديكتاتور مستبد يتحكم بمصير أعمال الروائيين والمبدعين من الكتاب ، ويسمح أو يمنع بنفسه ما يرغب وما لا يرغب بنشره ، ويرد على استفسار الكاتب حول أسباب منع النشر قائلا بكل صلف وتحدي ( .. اسمع ، لن أنشر لك حرفا واحدا ولن أعطيك تقارير .. أنا حر يا أخي .. لن أنشر لك وأعلى ما في خيلك أركبه ، ثم يغلق سماعة الهاتف.
هكذا يتصرف العسكر وبهذه العقلية ، وكأنهم أولياء نعمة البلد ، هم الوطنيون ، وغيرهم عملاء مأجورين ومشكوك في وطنيتهم وانتماؤهم للوطن .
يقول الأسواني ان عمارة يعقوبيان بنيت في عام 1934 بوسط مدينة القاهرة في شارع سليمان باشا من قبل عميد الجالية الأرمنية المليونير هاجوب يعقوبيان ، وتعاقد لبنائها مع مكتب هندسي ايطالي شهير وضع لها تصميما جميلا من عشرة أدوار شاهقة من الطراز الأوروبي الكلاسيكي الفخم واستغرق بناؤها مدة سنتين ، وفوق سطح العمارة خصصت حجرتان بمنافعهما لاقامة البواب وأسرته وفي الناحية الأخرى من السطح تم بناء خمسين غرفة صغيرة بعدد شقق العمارة من الحديد الصلب وتغلق بأقفال وتسلم مفاتيحها لأصحاب الشقق ، وللغرف الحديدية أغراض متعددة لتخزين المواد الغذائية ومبيت الكلاب الكبيرة الحجم أوالشرسة ولغسيل الثياب التي تقوم به غسالات متخصصات قبل انتشار الغسالات الكهربائية ، وطلب من المهندس أن ينقش اسمه بحروف لاتينية كبيرة تضاء ليلا بالنيون وكأنه يخلد اسمه ويؤكد ملكيته للمبنى البديع ، وقد سكن في عمارة يعقوبيان صفوة المجتمع في تلك الأيام ، وزراء وباشوات ورجال صناعة أجانب واثنان من مليونيرات اليهود ، أحدهما من عائلة موصيري المعروفة. وأبرز الشخصيات التي سكنت بالعمارة السيد زكي الدسوقي ، المهندس المعماري الذي تخرج من فرنسا، وحاتم رشيد الصحافي الشاذ والحاج عزام النائب عن منطقة قصر النيل ويقول عنه زكي الدسوقي أنه كان مسّاح جزم .
بعد ثورة عام 1952 ، تغير كل شيئ ، بدأ الأثرياء يهجرون وسط البلد الى الخارج وحي المهندسين ومدينة نصر ، وكلما أخليت شقة ، يقوم أحد الضباط من ذوي النفوذ بالاستيلاء عليها والانتقال بعائلته الكبيرة من الريف .بدأت زوجات الضباط باستعمال الغرف الحديدية بتربية الدواجن (أرانب وبط ودجاج) حتى شكى السكان الى اللواء الدكروري مدير مكتب الرئيس محمد نجيب والساكن بالعمارة لمنع انتشار هذه الظاهرة غير الصحية.

.


بعد وفاة وكيل العمارة الأرمني (كريكور) نشأ مجتمع جديد فوق سطح العمارة مستقل تماما عن بقية العمارة.طه الشاذلي ابن بواب العمارة المتفوق في دراسته الثانوية والحاصل على معدل 89 % ، الكثير من سكان العمارة يغيرون منه ويحاولون تهميشه وتحقيره بأي وسيلة ، حاول الانضمام لكلية الشرطة ، لكنه يواجه بسؤال عن طبيعة عمل والده ، فأجاب رئيس اللجنة والدي موظف يا سيدي ، فرد عليه الضابط بسخرية موظف أم حارس عقار؟ فرد عليه ، أليس حارس العقار موظفا يا سيدي ؟ ، لم يستطع طه الشاذلي (بسبب وظيفة والده كحارس عمارة) أن يدخل لكلية الشرطة ويحقق حلمه ليتزوج من حبيبته بثينة السيد ، فكتب لرئيس الجمهورية تظلما ص 105 وأتاه الرد من مدير ادارة شكاوي المواطنين برئاسة الجمهورية بعدم صحة موضوع الشكوى ، ص 118.فاضطر للالتحاق بالجامعة بعد فشله بالانضمام لكلية الشرطة ، وفي الجامعة يكتشف الفوارق الطبقية بين الطلبة من أبناء الذوات وأبناء الأرياف والفقراء المهمشين مثله ، فتعرف على أحد الطلبة من أرياف الصعيد وكان متواضعا ومتدينا ، فتأثر طه بصداقته وألحقه بأحد المساجد التابعة للحركة الأصولية التي تقاومها الدولة ، فسار في مظاهرة سلمية تنادي بارساء دولة اسلامية لا شرقية ولا غربية ، فألقي القبض عليه وتعرض خلال فترة الاستجواب للاغتصاب الجنسي ، فصمم على الثأر لشرفه .
بثينة السيد ،عشيقة طه الشاذلي وابنة السطوح وجدت عملا كبائعة في متجر للملابس لدى التاجر السوري طلال بمرتب 250 جنيه بعد وفاة والدها لتتمكن من اعالة أسرتها الكبيرة ، وطلال كان يعتدي جنسيا على جميع العاملات لديه مقابل عشرة جنيهات لكل ممارسة جنسية في مخزن المحل بالطابق السفلي ثم قطعت علاقتها مع طه الشاذلي المتدين.
يظهر أيضا الحاج محمد عزام التاجر الكبير الذي اشترى محل يعقوبيان في الطابق الأرضي للعمارة ، وأصبح من أثرياء المجتمع بسبب تجارة المخدرات التي كان يحميها له المتنفذ الفولي الذي كان يحصل على نسبة مئوية من أرباح الحاج عزام ، الى أن أصبح وكيلا لسيارت يابانية توزع في مصر عن طريقه ، طالب الفولي بربع الأرباح ولكن عزام ماطله الى أن تعرض لعملية اقتحام بوليسية دبرها له كمال الفولي ، ثم خلصه منها ، فرفع بنود العقد ليحصل على 50 % من الأرباح بدلا من الربع ، فاضطر الحاج عزام للرضوخ للأمر الواقع حيث أصبح نائبا في مجلس الشعب عن منطقة قصر النيل بواسطة نفوذ الفولي ، ويتزوج الحاج عزام من سعاد جابر الأرملة المتوفي زوجها في العراق ولديها ولد عمره ستة سنوات يرفض اقامته معه ومع أمه ويصر على اقامة الابن مع خاله ويتكفل هو بدفع مصاريفه ، كما ويشترط على سعاد جابر عدم الانجاب ، الا أنها حملت ، وقامت تبشره بالحمل ، ليرسل لها مجموعة من البلطجية ليجهضوها عنوة ، وكأن الحكومة والقانون تحت أقدامهم.
يعرض ملاك القبطي ومعلم خياطة القمصان على بثينة السيد أن تقوم بعرض منتجاته على طلال ، ليبيع بضاعته في محله ، ويسألها عن مرتبها الشهري ، فتجيبه 250 جنيها بالشهر ، ويلمح لها بمعرفته بكل دقائق الأمور التي تحصل لها في مخزن طلال الأرضي ، ويعرض عليها العمل (كسوكورتيرة) بمرتب 600 جنيه بالشهر في مكتب زكي الدسوقي ، لمعرفته المسبقة بدونجوانياته وحبه للنساء من خلال شقيقه أبسخرون فانوس ، خادم زكي الدسوقي. ودولت شقيقة زكي الدسوقي الأرملة التي كانت تعيش معه في الشقة التي ورثها عن أبيه عبد العال باشا الدسوقي ، القطب الوفدي المعروف ، كانت تضيق عليه عيشته وتتدخل في كل شئونه وكأنها ولية أمره ، كانت سليطة اللسان ومتجبرة في كل تصرفاتها وتريد أن ترثه وهو حي يرزق ، علما بأنها الوريثة الشرعية له اذا ما توفي قبلها ، فطردته من شقتها بعد تعرضه للسرقة من قبل المومس رباب التي خدرته وسرقت محفظته بتسعمائة جنيه وطقم أقلام ذهبية وخاتم ألماس تعود ملكيته لشقيقته دولت ، فلجأ للاقامة في مكتبه الهندسي الموجود أيضا بنفس العمارة ، وتمكنت بواسطة ملاك ، من الحصول على نسخة من مفتاح مكتب شقيقها زكي ، لتداهمه مع مجموعة بوليس لتضبطه متلبسا مع بثينة في خلوة عاطفية ، وألقي القبض عليه ، لكن القانون كان لصالحه ، لأن اقتحام الشقة كان غير قانوني ، فكسب القضية ضدها وتزوج من بثينة التي أحبته وأخلصت له ، ورفضت عرض ملاك بسلب توقيعه وهو ثملا فاقد الوعي على عقد تمليك الشقة بعد وفاته مقابل 5000 جنيه .

كان الدكتور حسن رشيد من أعلام القانون في مصر والعالم العربي وواحدا من مثقفي الأربعينيات ، تزوج من صديقته الفرنسية جانيت أثناء دراسته في باريس واصطحبها معه الى مصر وأنجبا معا ابنهما الوحيد حاتم ، لا يذكر حاتم أنه رأى أباه يصلي أو يصوم ، الغليون لا يفارق فمه والنبيذ الفرنسي دائما على مائدته ، والفرنسية كانت لغة التخاطب في البيت ، كان غارقا في أبحاثه وأعماله ومحاضراته في كلية الحقوق بجامعة القاهرة ، وزوجته جانيت تعمل كمترجمة في السفارة الفرنسية ، وأقامت علاقة جنسية مع أحد موظفي السفارة وشاهدها ابنها حاتم في ممارسة فاضحة ، مما زاد في تعقيد حياته. قضى حاتم طفولة حزينة ووحيدة ، على عكس الأطفال ، كان يحب أيام المدرسة ويكره الاجازة الصيفية الطويلة التي يقضيها وحيدا بلا أصدقاء ، ويقضي وقتا طويلا مع الخدم ، الى أن اعتدى عليه السفرجي ادريس النوبي واغتصبه جنسيا في سن التاسعة من عمره ، وامتدت علاقة حاتم بادريس سنوات حتى مات الدكتور رشيد وغادر ادريس وبقية الخدم المنزل ، وأثرت غيبته في نفسية حاتم وانغمس بعد ذلك في حياته الشاذة الصاخبة ، وبعد وفاة أمه ، تحرر من آخر قيد على ملذاته وورث دخلا ثابتا يكفل له حياة رغدة بالاضافة لمرتبه من الجريدة ، قام بتجديد شقته الكبيرة في عمارة يعقوبيان ، ثم يتعرف على المجند عبد ربه من الأرياف الذي كان يشبه ادريس فمنحه مالا وأغواه ، وللشواذ ألقابا يطلقونها ، الشاذ الذي يلعب دور المرأة يسمى ( الكوديانا ) والفحل يسمى ( البرغل ) وبعد العملية الجنسية ، يحتقر البرغل الكوديانا ، وكثيرا ما يقوم بتعنيفه وضربه وتحقيره وايذاؤه جسديا . ص 111 – 116.
استطاع حاتم أن يقنع عبد ربه بأن ينتقل مع زوجته وابنه الى القاهرة من الأرياف وتمكن من استئجار حجرة لهم على سطح العمارة ، وما لبث أن مرض ابنه الصغير وتوفي نتيجة المرض ، وفجأة أفاق عبد ربه على ضميره الذي بدأ يؤنبه ويعزي سبب وفاة طفله لعلاقته الشاذّة غير السوية مع حاتم ، على الرغم من تدينه ومواظبته على الصلاة والصيام ، فقرر مغادرة الشقة الى الأرياف ، وسلم مفاتيح الحجرة للبواب لاعادتها لحاتم ، الذي بدأ بالبحث المتواصل عنه ، حتى وجده ، وأغراه بالمال ، واستعاده لمنزله ، وظن أنه امتلكه مرّة ثانية ، لكن عبد ربه أصر على العودة لزوجته وقريته ، فهدده حاتم وأساء اليه بالشتائم الاستعلائية ، فثأر عبد ربه لكرامته وخنق حاتم بيديه .
كريستين ، صاحبة المطعم ذو الطراز الأوروبي الفخم ، تغني في البار لترفه عن الزبائن أغنية للمطربة الفرنسية اديث بياف ، ( لا لست نادمة على شيئ ... أي شيئ ، لا الخير الذي قدم الي ولا الشر .. كل شيئ يتساوى عندي ، أشعلت النار في ذكرياتي .. أحزاني وأفراحي لم أعد أحتاج اليهم ، تخلصت من الماضي وعدت الى نقطة الصفر لكي أبدأ في حبك )
غادر زكي الدسوقي البار بصحبة بثينة ، وهو يشرح لها تاريخ المنطقة الجميل ، وظل زكي يترنح الى أن وصل أمام عمارة يعقوبيان ، وهتف صارخا ، شايفة الطراز المعماري البديع ؟ العمارة دي ، منقولة بالمسطرة عن عمارة شفتها بالحي اللاتيني في باريس ، وواصل قائلا ، عارفة يا بثينة ، أنا باحس أن عمارة يعقوبيان ملكي ، أنا أقدم ساكن فيها .
سارت مظاهرة في شوارع القاهرة احتجاجا على حرب الخليج وعلت الهتافات بحماس بالغ ( اسلامية اسلامية ، لا شرقية ولا غربية ، خيبر خيبر يا يهود ، جيش محمد سوف يعود ، يا حكامنا يا لئام .. دم المسلم بعتوه بكام ؟ )
اشترك طه الشاذلي في المظاهرات طوال النهار وألقي القبض عليه وسجن وعذّب وتم اغتصابه جنسيا ، وقرر الانتقام من الضابط العقيد صالح رشوان الذي أشرف على تعذيبه ، حيث كان العسكر ينادونه باسم فوزية ويجبرونه على أن يقول أنا فوزية ، وأدخلوا عصاة في مؤخرته امعانا في الاهانة ، فانضم لمعسكر تدريب عسكري تابع للجماعات الأصولية الاسلامية ، وتم زواجه من أرملة ناشط اسلامي تكبره بثلاث سنوات قبل ارساله في المهمة الانتقامية ، ثم وضعت خطة الانتقام بصورة متقنة وداهمت المجموعة القتالية التي تضم طه الشاذلي منزل العقيد صالح رشوان، وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص ، وأصيب طه الشاذلي بزخات من رصاص الحماية العسكرية وقتل في العملية العسكرية ص. 322
في مطعم مكسيم الذي تملكه كريستين ، احتفل زكي الدسوقي بزفافه من بثينة السيد التي جاءت بفستان العرس الأبيض يحمل أطراف ذيله الطويل أخواتها البنات وأخوها الصغير مصطفى ، وعزفت كريستين على البيانو أغنية الحياة بلون الورد لاديث بياف ورددت بصوتها العذب الكلمات :ـ ( عندما يأخذني بين ذراعيه ويهمس لي .. أرى الحياة لون الورد. يقول لي كلمات حب .. كلمات كل يوم .. لكنها تصنع في قلبي شيئا . ص 325.
وتحزمت أكثر من واحدة ، وألححن على العروس حتى استجابت وسمحت لهن بتحزيمها ثم اندمجت بالرقص وزكي بك الدسوقي يتأملها بنظرة محبة واعجاب ، ورفع ذراعيه لأعلى ، وبدأ يشاركها في الرفص وسط تهليل الحاضرين وضحكاتهم ص 326.
يسرد الأديب علاء الدسوقي على ألسنة أبطال الرواية أن الأوضاع في مصر كانت منضبطة أيام العهد الملكي أكثر منها في أيام ثورة العسكر الناصرية ، حيث الفلتان والفوضى اذ قامت بمحو شامل لكل الانجازات السابقة التي وصفوها بالعهد البائد ، وقاموا بتخوين معظم رجالات حزب الوفد المصري الذي قاد حركة المقاومة ضد الاستعمار البريطاني ودفع المصريون المثقفين ثمنا باهظا من أرواح الشباب التي سقطت برصاص الجنود البريطانيين الذين واجهوا مظاهرة طلبة الحقوق السلمية بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ، ومع ذلك نرى النخبة من أبطال الرواية من أبناء الطبقة البرجوازية كزكي بك الدسوقي يتحسر على عهد الاستعمار البريطاني الذي كان يدير البلد بانضباطية وشفافية أكثر من عهد العسكر الذي اتسم بالفساد والمحسوبية وانتشار البلطجة التي تمثلت ببلطجة الضباط في كل محافل الرواية ، من الاستيلاء على الشقق الفارغة بالعمارة ـ للروح الديكتاتورية والاستعلائية التي تمثلت في رفض طلب قبول طه الشاذلي بكلية الشرطة لأنه ابن بواب ، حيث سيادة الفوارق الطبقية ما زالت منتشرة على الرغم من تشدق الضباط الأحرار بتحقيق قيم العداله والمساواة في المجتمع ، تبرز الرواية عن أن الأجنبي الانجليزي أكثر انسانية ورحمة وشفقة في تعامله مع الانسان المصري من الضباط الأحرار المصريين ، ثم تبرز الرواية بشكل واضح الاستهتار بمبادئ اللغة العربية ومحاولة التشدق والتباهي باللغات الأجنبية التي تنم عن عقدة نقص في نظرة الانسان المصري للقيم العربية والاسلامية ، ولا أدري ان كانت هذه الملاحظات تعكس بالضرورة رأي الكاتب نفسه أم رأي الأغلبية الأرستقراطية التي أبرزها الكاتب في شخوص الرواية .
الفيلم




الفيلم يحكي حكاية سكّان عمارة يعقوبيان و سكّان سطح العمارة.. و يعكس بطريقة مثيرة نواحي فريدة في شخصياتهم المعقدة

لكن لم استطع ان اشعر بالإرتياح من التركيز على الجنس سواء في الفيلم او القصة. فالجميع مهووسون بالجنس بطريقة غريبة. هناك من تتهرب من تحرشات اصحاب العمل و من يمارس الرذيلة بشكل يومي و هناك حتى الشاذ جنسيا .
وما يدفع للإستياء هو تصوير المجتمع بأسره كأنه لا شغل له و لا مشغلة الا قضاء احتياجاته الجنسية! و حتى الام التي تنصح ابنتها بأن تكون "مرنة" حتى "تعمّر" في الشغل. ومن الواضح جدا ان كل ما يرغب فيه شخصيات الفيلم او الرواية هو الجنس . ثم التصوير البشع للحاج المتدين صاحب الاملاك و المصانع والمحلات، الذي يحلل لنفسة الحشيش و الاجهاض ما دام يخدم مصالحة. في حين يتاجر هو بالمخدرات .

ثم وضع النساء العوانس، من حيث ضيقهن ذرعا بأخوانهن لدرجة ابلاغ الشرطة عن ان اخاها يستعمل شقته لأغراض اباحية. و رده عليها بأنها قد مارست الرذيلة مع رجال اكثر من اعضاء البرلمان القديم و الحديث.
الفيلم يطرح أيضا موضوع الشذوذ الجنسي و يطرح ايضا كيفية معاقبة من يمارس ذلك على طريقة عقوبة السماء "العادلة" و نظرة المجتمع لهم.. خصوصا اذا كان من الطبقة البرجوازية .
ما يثير البلبلة هو تقديم الشعب المصرى برمته باعتبار افراده مجانين ولا يشغلهم غير الجنس ويغفل تماما الرجال الافاضل و الفاضلات من النساء .. وهم باعتقادي المتواضع الاغلبية..
يسرا ممثلة رائعة لكنها مطربة فاشلة جدا جدا! خصوصا عند غنائها بالفرنسية التي تغنيها بطريقة ميكانيكية غير سلسة ، كما أن مشاهد

عادل امام وبراعته في التقبيل لم تكن موفقة وكأنما هي إرضاء له وكأنما الفيلم هو عمارة البوس والجنس .