الثلاثاء، 17 يونيو 2008

أغاني الحمير

ما من شك أن مصر دولة رائدة ومنذ آلاف السنين على مستوى دول العالم ، وعلى الرغم من العصور الإستعمارية التي طالت دولا حتى مثل مصر إلا أنها – أي مصر – ظلت الملاذ الآمن لكل الشعوب التي تقف ضد القوى الإستعمارية ، ودفعت مصر ثمن ذلك بطواعية شديدة بسبب إيمان ثابت وراسخ لشعبها بالحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية ، ومن المعروف جدا أن الشعب المصري دفع ثمنا غاليا و عن تضحيات جسام بسبب سؤءات الأنظمة التي مرت على مصر .
في مرحلة لاحقة بعد إنتهاء حقبة الإستعمار إتجهت مصر كدولة لتحقيق الامال العربية ، ومن ورائها بالطبع الشعب المصري ، والكل يعرف توابع ما حدث !!!!
هذه الكلمة لا تستطيع أن تحاكم هذا أو ذاك ، ولا تستطيع أن تقف مع هذا أو ذاك ، ولكنها تستطيع أن تشير إلى الظواهر السلبية الكثيرة التي برزت إلى السطح في غفلة من النظام الحاكم وهو الوحيد القادر على فرملتها والحد من إستشرائها ، والمعارضة المصرية لا تستطيع سوى التنبيه إليها والمطالبة بإحتوائها إلى أن يحين تأكيد مبدأ الديمقراطية بشكلها الحقيقي لا المشوه .
من ذلك مثلا هذا الإنتشار المتسارع للأفلام الهابطة والأغاني الأكثر هبوطا والسيطرة فيها لأغاني الحمير والخضار والفاكهة لدرجة أن حتى القنوات الفضائية لم تجد مادة فنية ثقافية إجتماعية تتناولها غير أغاني الحمير والخضروات ، وهكذا يتم تغييب الشعب المصري وتغييب الشعوب العربية عن قضاياها الأساسية من أجل حفنة قليلة من أصحاب النفوذ ، وفي الواقع من أجل حفنة قليلة من الكذابين والمجرمين ، وسارقي قوت الشعب .
هذا بالطبع لا يعجب الأصناف الأخيرة التي ذكرتها ، ولن يؤدي إلى ثورة تطيح بهم ، ولكن بالطبع لن يمنعنا من مواصلة الكتابة والوقوف بصلابة ضد كل محاولات تزييف الحقيقة ، خاصة إذا كانت تقف إلى جانب الشعوب المستضعفة .
أبومهيرة

ليست هناك تعليقات: