الأربعاء، 6 مارس 2013

اعطني قرشا اعطيك مسرحا

                                                               أعطني قرشا أعطيك مسرحا


بقلم : بدرالدين حسن علي

في الخمسينات من القرن الماضي كان أستاذنا ميسرة السراج يقود سيارته يجوب بها شوارع وأحياء أم درمان والخرطوم ويصيح في الميكرفون : أعطني قرشا أعطيك مسرحا ، كانوا يظنونه مجنونا ، وأنا على العكس كنت أعتبره عاقلا جدا ، الراحل المقيم الفكي عبد الرحمن كان يقول " ميسرة مامجنون وأنا بضيف : أعطني مسرحا أعطيك شعبا ، عندما كبرت ودخلت عالم المسرح والسينما عرفت ما كان يعنيه ميسرة وما كان يعنيه الفكي عبد الرحمن .

جورج كلوني " 50 عاما " النجم السينمائي الأمريكي المشهور وغيره كثيرون في المسرح والقصة والرواية والشعر والتشكيل والنحت والموسيقى يبدون إهتماما كبيرا بالسودان ، بالطبع لكل منهم أهدافه وأجندته ، ولكل منهم ثقافته وخلفيته التاريخية والإجتماعية والسياسية أيضا التي ينطلق منها ، ودون أن نغوص في بعض التفاصيل مع أو ضد نطرح السؤال التالي : لماذا كل هذا الإهتمام بالسودان ؟

إنه الفن . وفي حالة كلوني إنها السينما هذا البعبع المخيف لكل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية غير الديموقراطية ، إنه المسرح أيضا في دفاعه المستميت من أجل الحرية والسلام القائم على العدل والمساواة ، ومن هنا فإن أنظمة البغي والطغاة لا ترتاح لا للسينما ولا للمسرح ، وهي العدو رغم واحد للكتاب وللثقافة تماما كما شاعت المقولة الهتلرية" عندما أسمع كلمة ثقافة أتحسس مسدسي " وتظل تحاربهما بالبندقية والتعذيب وزج فناني السينما والمسرح في المعتقلات والسجون وتلك هي الضريبة التي دفعها المسرح ودفعتها السينما عبر تاريخ طويل من البطولة والملاحم العظيمة التي سجلها التاريخ منذ قديم الزمن . وجميع كتاب المسرح الثوري كانوا مغضوبا عليهم من السلطة وعاشوا إغترابا قسريا : جان جينيه – بيتر فايس – برتولد بريخت والقائمة تطول ، وأيضا جميع مخرجي السينما الجادة عاشوا خلف القضبان ، لأن المسرح ليس إضحاكا ولا السينما فرجة وقرقعة تسالي ونوم في العسل .

يا سادتي عندما أختار الإنسان التعبير عن ذاته أو شعبه عن طريق المسرح أو السينما لم يكن إختيارا إعتباطيا أو من أجل الشهرة والمال والسلطة ، كان إختيارا واعيا لضرورة الوقوف مع الحق مهما كان الثمن ، ولذا عندما نقول مسرح جاد أو سينما جادة فإننا لا نبيع طماطم بايرة أو بيضا فاسدا ، وإنما نشهر أسلحتنا البسيطة ضد الطغاة ، الذين ظنوا أن الأمر قد دان لهم وأنهم قبضوا على السلطة بيد من حديد بينما هم نمور من ورق

اختتام مهرجان المسرح العربي

إختتام مهرجان المسرح العربي


كتب : : بدرالدين حسن علي

أختتم الأسبوع الماضي في القاهرة مهرجان المسرح العربي في دورته ال 30 حيث أقام طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في ختام فعالياته حفلا كبيرا تم فيه تكريم خريجي دفعة ، 1995 وحضر الحفل الأساتذة : المخرج والسيناريست الكبير خالد جلال والفنان المسرحي ماجد الكدواني ورائد البحيري وخالد حمزاوي والفنانة سميرة أحمد وأشرف زكي وإسماعيل عبد الحافظ.

وبحسب وكالات الأنباء فقد جرى إهتمام كبير بختام المهرجان والمسرحيات التي عرضت فيه في هذه الفترة التي تمر بها مصر وتمر بها الفنون المصرية وخاصةالمسرح والسينما ، وذكرت الأنباء أن الحفل بدأ بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الثورة المصرية ، كما عرضت مسرحية بعنوان " لقاء مع الرئيس " بطولة الفنانة راندا البحيري وإخراج سامح بسيوني وشارك في العمل المسرحي شباب طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية ، أما المسرحية فتدور حول الهجوم الذي يتعرض له الفن والكثير من الفنانين على يد التيارات المتشددة .



الملفت للإنتباه أن القائمين على المهرجان سموا دورتهم هذه بإسم الراحل المقيم الفنان المسرحي الكبير " زكي طليمات " .

الكثيرون منا سمعوا وشاهدوا زكي طليمات ويوسف وهبي ونجيب الريحاني وبقية رواد المسرح والسينما المصرية العربية ، زكي طليمات ممثل مسرحى وسينمائي ومخرج وصحفى حصل على شهادة الباكلوريا ثم قرر إستكمال الدراسه فى فرنسا حيث درس التمثيل وفن الإلقاء والإخراج المسرحى ثم عاد الى بلادة فى عام 1929 وعمل على إنشاء أول معهد للتمثيل فى مصر عام 1930 وتخرج على يدة الكثير من أهم الممثلين فى السينما والمسرح وقد أسس الفرقه القوميه للمسرح عام 1935 وأسس المسرح المدرسى والمسرح الحديث وكان اول من اخرج أوبريت للفنون الشعبيه ، سافر للعمل بالكويت لسنوات طويله حيث أسس أيضا أول معهد للتمثيل ، وفي الكويت إلتقيته وأجريت معه حوارا مطولا تحدث فيه عن مسيرته الفنية وأهم المحطات في تجربته المسرحية ، و أصدر العديد من الكتب عن فن التمثيل كما حصل على جائزة التفوق فى فن الإخراج المسرحى .



يوسف شاهين









                                              يوسف شاهين مخرج الروائع السينمائية "1"

بقلم بدرالدين حسن علي

ظللت لعدة سنوات أفكر جديا في كتابة دراسة عن المخرج الكبير الراحل المقيم يوسف شاهين ، وذلك لعدة إعتبارات ، أولا لأنه مخرج رائع ، ثانيا لأن جميع أفلامه تستحق الدراسة وأخيرا لآنني شاهدت جميع أفلامه .



وصلت مدرسة السينما المصرية إلى ذروتها في الخمسينيات، وتمثل ذلك في مسابقات مهرجان كان أعوام 1954 و1955 و1956 على التوالي حيث تم عرض أربعة من روائع تلك المدرسة: "الوحش" إخراج أبوسيف و"صراع في الوادي" إخراج شاهين عام 1954، و"حياة أو موت" إخراج كمال الشيخ (1918-2004) عام 1955، ثم "شباب امرأة" إخراج أبوسيف 1956.



كانت هذه الأفلام تمثل تياراً جديداً في يف إلى قصة حقيقية عن صعود وسقوط عصابة إجرامية في صعيد مصر، وفي "صراع في الوادي" يتم إعدام أول بريء في السينما المصرية، وفي "حياة أو موت" أول فيلم يصور في شوارع القاهرة، وفي "شباب امرأة" اقتحام لبعض المسكوت عنه في التعبير عن العلاقات الجنسية، رغم نهايته الأخلاقية المحافظة.

وعندما عادت الأفلام المصرية إلى مسابقات مهرجان كان عام 1964 كانت مدرسة السينما المصرية قد انتهت، وبدأت صفحة جديدة في تاريخ السينما المصرية، وعرض من روائع هذه الصفحة الجديدة "الليلة الأخيرة" إخراج كمال الشيخ عام 1964،

مدرسة السينما المصرية يضاهي الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية، ففي "الوحش" استند أبوس















كانت هذه الأفلام تمثل تياراً جديداً في يف إلى قصة حقيقية عن صعود وسقوط عصابة إجرامية في صعيد مصر، وفي "صراع في الوادي" يتم إعدام أول بريء في السينما المصرية، وفي "حياة أو موت" أول فيلم يصور في شوارع القاهرة، وفي "شباب امرأة" اقتحام لبعض المسكوت عنه في التعبير عن العلاقات الجنسية، رغم نهايته الأخلاقية المحافظة.

وعندما عادت الأفلام المصرية إلى مسابقات مهرجان كان عام 1964 كانت مدرسة السينما المصرية قد انتهت، وبدأت صفحة جديدة في تاريخ السينما المصرية، وعرض من روائع هذه الصفحة الجديدة "الليلة الأخيرة" إخراج كمال الشيخ عام 1964،

مدرسة السينما المصرية يضاهي الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية، ففي "الوحش" استند أبوس

و"الحرام" إخراج هنري بركات (1914-1997) عام 1965، ثم "الأرض" إخراج شاهين عام 1970، وكان علامة وصول الواقعية في السينما المصرية إلى ذروتها، وتحفة كلاسيكية بكل المقاييس..



"الوداع يا بونابرت" إخراج شاهين





ومرة أخرى من 1971 إلى 1984 انقطعت الأفلام المصرية عن مهرجان كان، ولم يعرض سوى "العصفور" إخراج شاهين في "نصف شهر المخرجين" عام 1973، وكان ممنوعاً من العرض في مصر (عرض 1975). ولكن الانقطاع هذه المرة لم يكن لقطع العلاقات بين مصر وفرنسا كما حدث من 1957 إلى 1963، وإنما لأن السينما المصرية بعد تأميمها ونهاية مدرستها المميزة عام 1963، لم تعد تواكب التطور الكبير في فن السينما في العالم الذي بدأ في نفس هذه الفترة. صحيح أن سبعينيات السينما المصرية شهدت محاولات هامة للعودة إلى تحرر المدرسة القديمة، ومحاولة اللحاق بتطور السينما، ولكن العودة إلى مهرجان كان كانت عام 1985 مع "الوداع يا بونابرت" إخراج شاهين.









"

















يمكن اعتبار السنوات العشرين من 1985 إلى 2004 مرحلة شاهين بامتياز، والتي توجت بحصوله على الجائزة التذكارية لليوبيل الذهبي للمهرجان عام 1997 عن مجموع أعماله. ففي هذه المرحلة عرضت عشرة أفلام من الـ22 فيلماً مصرياً التي عرضت في المهرجان منها سبعة من إخراج شاهين، هي إلى جانب "الوداع يا بونابرت" فيلم "المصير" في المسابقة عام 1997، وفيلمين في "نظرة خاصة": "الآخر" 1999، و"إسكندرية..نيويورك" 2004، وإلى جانب "العصفور" فيلمين آخرين في "نصف شهر المخرجين": "اليوم السادس" 1987، و"إسكندرية كمان وكمان" 1990، وكل هذه الأفلام من الإنتاج المصري الفرنسي المشترك ماعدا "العصفور" المشترك مع الجزائر. وفي هذه الأفلام انتزع شاهين حريته من خلال الإنتاج المشترك، وطور عالمه الفني الخاص، وعبر عن القضايا الكبرى في عصره سواء في مصر أم العالم، واستطاع أن يكون أكبر رموز السينما المصرية، ومن كبار مخرجي السينما العالمية.

.





















































































يوسف شاهين


                   يوسف شاهين مخرج الروائع السينمائية "1"

بقلم بدرالدين حسن علي

ظللت لعدة سنوات أفكر جديا في كتابة دراسة عن المخرج الكبير الراحل المقيم يوسف شاهين ، وذلك لعدة إعتبارات ، أولا لأنه مخرج رائع ، ثانيا لأن جميع أفلامه تستحق الدراسة وأخيرا لآنني شاهدت جميع أفلامه .



وصلت مدرسة السينما المصرية إلى ذروتها في الخمسينيات، وتمثل ذلك في مسابقات مهرجان كان أعوام 1954 و1955 و1956 على التوالي حيث تم عرض أربعة من روائع تلك المدرسة: "الوحش" إخراج أبوسيف و"صراع في الوادي" إخراج شاهين عام 1954، و"حياة أو موت" إخراج كمال الشيخ (1918-2004) عام 1955، ثم "شباب امرأة" إخراج أبوسيف 1956.



كانت هذه الأفلام تمثل تياراً جديداً في يف إلى قصة حقيقية عن صعود وسقوط عصابة إجرامية في صعيد مصر، وفي "صراع في الوادي" يتم إعدام أول بريء في السينما المصرية، وفي "حياة أو موت" أول فيلم يصور في شوارع القاهرة، وفي "شباب امرأة" اقتحام لبعض المسكوت عنه في التعبير عن العلاقات الجنسية، رغم نهايته الأخلاقية المحافظة.

وعندما عادت الأفلام المصرية إلى مسابقات مهرجان كان عام 1964 كانت مدرسة السينما المصرية قد انتهت، وبدأت صفحة جديدة في تاريخ السينما المصرية، وعرض من روائع هذه الصفحة الجديدة "الليلة الأخيرة" إخراج كمال الشيخ عام 1964،

مدرسة السينما المصرية يضاهي الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية، ففي "الوحش" استند أبوس















كانت هذه الأفلام تمثل تياراً جديداً في يف إلى قصة حقيقية عن صعود وسقوط عصابة إجرامية في صعيد مصر، وفي "صراع في الوادي" يتم إعدام أول بريء في السينما المصرية، وفي "حياة أو موت" أول فيلم يصور في شوارع القاهرة، وفي "شباب امرأة" اقتحام لبعض المسكوت عنه في التعبير عن العلاقات الجنسية، رغم نهايته الأخلاقية المحافظة.

وعندما عادت الأفلام المصرية إلى مسابقات مهرجان كان عام 1964 كانت مدرسة السينما المصرية قد انتهت، وبدأت صفحة جديدة في تاريخ السينما المصرية، وعرض من روائع هذه الصفحة الجديدة "الليلة الأخيرة" إخراج كمال الشيخ عام 1964،

مدرسة السينما المصرية يضاهي الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية، ففي "الوحش" استند أبوس

و"الحرام" إخراج هنري بركات (1914-1997) عام 1965، ثم "الأرض" إخراج شاهين عام 1970، وكان علامة وصول الواقعية في السينما المصرية إلى ذروتها، وتحفة كلاسيكية بكل المقاييس..



"الوداع يا بونابرت" إخراج شاهين





ومرة أخرى من 1971 إلى 1984 انقطعت الأفلام المصرية عن مهرجان كان، ولم يعرض سوى "العصفور" إخراج شاهين في "نصف شهر المخرجين" عام 1973، وكان ممنوعاً من العرض في مصر (عرض 1975). ولكن الانقطاع هذه المرة لم يكن لقطع العلاقات بين مصر وفرنسا كما حدث من 1957 إلى 1963، وإنما لأن السينما المصرية بعد تأميمها ونهاية مدرستها المميزة عام 1963، لم تعد تواكب التطور الكبير في فن السينما في العالم الذي بدأ في نفس هذه الفترة. صحيح أن سبعينيات السينما المصرية شهدت محاولات هامة للعودة إلى تحرر المدرسة القديمة، ومحاولة اللحاق بتطور السينما، ولكن العودة إلى مهرجان كان كانت عام 1985 مع "الوداع يا بونابرت" إخراج شاهين.









"

















يمكن اعتبار السنوات العشرين من 1985 إلى 2004 مرحلة شاهين بامتياز، والتي توجت بحصوله على الجائزة التذكارية لليوبيل الذهبي للمهرجان عام 1997 عن مجموع أعماله. ففي هذه المرحلة عرضت عشرة أفلام من الـ22 فيلماً مصرياً التي عرضت في المهرجان منها سبعة من إخراج شاهين، هي إلى جانب "الوداع يا بونابرت" فيلم "المصير" في المسابقة عام 1997، وفيلمين في "نظرة خاصة": "الآخر" 1999، و"إسكندرية..نيويورك" 2004، وإلى جانب "العصفور" فيلمين آخرين في "نصف شهر المخرجين": "اليوم السادس" 1987، و"إسكندرية كمان وكمان" 1990، وكل هذه الأفلام من الإنتاج المصري الفرنسي المشترك ماعدا "العصفور" المشترك مع الجزائر. وفي هذه الأفلام انتزع شاهين حريته من خلال الإنتاج المشترك، وطور عالمه الفني الخاص، وعبر عن القضايا الكبرى في عصره سواء في مصر أم العالم، واستطاع أن يكون أكبر رموز السينما المصرية، ومن كبار مخرجي السينما العالمية.

.