الأحد، 19 سبتمبر 2010

حديث عن التدخين والشعر والسينما والثقافة

بانوراما أخبار العرب الثقافية
يحررها : بدرالدين حسن علي
التدخين والشعر والسينما والثقافة
لا زلت أذكر فيلم thank you for smoking ، كما أذكر شاعرنا الكبير نزار قباني في قصيدته الرائعة ودعوته الصريحة للتدخين



واصل تدخينك يغرينــي
رجل في لحظة تدخيني
هي نقطة ضعفي كامرأةفأستثمر ضعفي وجنوني
ما أشهي تبغـــــك والدنياتستقبـــــــل أول تشـــرين
والقهوة والصحف الكسلي
ورؤي وحطـام فنــــــاجين
دخن لا أروع من رجـــــل
يفني في الركـن ويفنينـــي
أشعــل واحـــدة أشعلهــــا
أشعلهـــا من جمر عيونــي
وهنالك ايضاً قصيدته التي تغنيها مطربة الروائع ماجدة الرومي (مع الجريدة) ،وفي البال تقف إلياذته (بلقيس:ا
ين زجاجـــــة القيــــرلان
والــــولاعـة الزرقـــــــــاءاين سيجارة ال(كنت )التي
مــــا فـــارقت شفتيـــــــــك
وفي السودان يقف الشاعر الرقيق التجاني حاج موسي ،في زمرة اجمل من استخدم التبغ في نص شعري ،ونلمح ذلك في رائعة (ابو عركي البخيت) أغنية واحشني:
وانــت لمــــــا تسيبنــي وتســـــافر
خت في بالك انو دنياي في مـدارك
وجـــدت لفافـــات الصبر دخنتهــــا
وكل المقاطع في غناي طوعتها
لعميد الأدب العربي د.طه حسين من كتابه (جنة الشوك)،ويدور فحوي الحديث عن فن (الإبجرام) ،والذي سماه اليونانيون واللاتنيون (الإبجراما)، وأشتقوا هذا الاسم إشتقاقاً من الفن المنقوش علي الاحجار قبور الموتي ،معابد الآلهة ،التماثيل،...) يلفظ فيه التدخين . ومن الذين تنكبوا عصا هذا الفن المختصر الموحي الشاعر الكبير أحمد مطر،وأستاذنا الجليل جعفر محمد عثمان، وقصيدة له بعنوان (وداعاً للتدخين). يقول فيها :


وداعاً بعـد حبٍ واشتيــاق
فقد أزمعت منك علي الفـراق
حسبتك فيـك تفـريج لهمـي
ولكن زاد همـي و احتراقـي
فضـاق الــصدر بالأنفــاس حتى غدا صدري وشيك الإختناق
قوامك غـرني وبيــاض ثوب
أثار فـرط حبـي واشتيـاقــي
وقــد نسيت انـك ذا مكــريغطــي مكـرها ثوب النفــاق
أبنت التبـغ فيــك بذلت مالـي ومـا أوتيت من جهـد وطــاق
ولـم افطـن لداء فيـك يثــري وطعـم مقــرف مر المــذاق
فـأنت اللص في ثوب بـــرئو
أنت الـداء يسـري في التراقـي
مـا ابقيت عـافـية بجســـمٍ
ولامـال لمـن يهواك بــــاق
فحقـاً يا رسول المـوت انــي
عـزمت علي فـراقك بالطـلاق


وكنت قد استمعت لحلقة للفنان شعبان عبدالرحيم ويدعو صراحة لتدخين السجاير والحشيش ، والغريب انه في أغنية من أغانيه يدعو للإقلاع عن التدخين ، وهنالك علاقة وطيدة بين الدخان وفن الغناء الهابط ،فالأول يزول تأثيره بزوال مؤثره،وكذلك الغناء الهابط يزول بمجرد إنتهاء مدعي الفن من غنائه،ولايكون له موطيءقدم في أرض الفن الخالد ،لذلك قال الشاعر القديم:
كن كالنجم يبدو لناظـــريه علـي صفحات الماء وهو رفيع
ولاتكـن كالدخــان يرقــي

إلي طبقـات الجـو وهو وضيع

وبعيدا عن الشعر والسينما فقد تأكد أن التدخين مضر للصحة ومضر بالإنسان وهو فعلا رسول الموت ، وهذه دعوة صريحة لكي نقول جميعا " وداعا للتدخين " .

ليست هناك تعليقات: